رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

خطة ترامب تكشف استحالة التهجير.. مصر تنتصر لدورها الإقليمي وتفرض كلمتها في ملف غزة

نشر
مستقبل وطن نيوز

نجحت مصر مجددًا في تثبيت دورها الإقليمي باعتبارها الفاعل الأساسي في معادلة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، بعدما أكدت على رفضها القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء قسرًا أو طوعًا، لأي وجهة كانت، وبالأخص إلى الأراضي المصرية، مشددة على أن التهجير يمثل تصفية مباشرة للقضية الفلسطينية وخطرًا جسيمًا يهدد الأمن القومي المصري، وهو الموقف الذي تلاقت خطوطه مع ما كشفته خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أقرت عمليًا بـ استحالة التهجير كجزء من تصورها لحل الأزمة.

مصر ترفض التهجير وتتمسك بالقضية الفلسطينية

الرسالة المصرية كانت واضحة: لا مجال للمساومة على ثوابت الموقف الوطني، إذ أعادت القاهرة التأكيد على موقفها الثابت والمبدئي في رفض أي سيناريو يهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه، هذا الموقف لم يأتِ بمعزل عن التطورات، بل جاء كرد مباشر على محاولات ترويج حلول بديلة تتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة، وللتأكيد أن مصر لن تقبل أن تكون طرفًا في تصفية القضية أو تهديد أمنها القومي.

ملامح خطة ترامب لحل أزمة غزة

وكشفت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية عن تفاصيل خطة إدارة ترامب لإنهاء الحرب وإحلال السلام في غزة، والتي تضمنت 21 نقطة رئيسية، أبرز هذه البنود: إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 48 ساعة، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، الإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين، وتأكيد نص الخطة على استحالة التهجير القسري لسكان غزة، واستبعاد أي دور مستقبلي لحركة حماس في حكم القطاع.

كما تتضمن الخطة جمع أسلحة حماس بواسطة قوة عربية ودولية، يعقبها إخراج عناصرها من غزة، تشكيل إدارة انتقالية من مستويين: لجنة فلسطينية وهيئة دولية شاملة للإشراف، وضمانات أمريكية بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة بعد فترة زمنية محددة، وخطة لإعادة إعمار القطاع خلال 5 سنوات عبر ائتلاف عربي–دولي، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون قيود بإشراف الأمم المتحدة، مع إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية.

الخطة، بحسب ما نشرته «سي.إن.إن»، لم تتضمن تعهدًا أمريكيًا صريحًا بدعم إقامة الدولة الفلسطينية، لكنها لاقت قبولًا عامًا من القادة العرب رغم تحفظاتهم، إذ رأوا فيها سبيلًا محتملًا لإنهاء الصراع بسرعة.

مواقف دولية حول إدارة غزة

في موازاة الخطة الأمريكية، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وصحيفة "فاينانشال تايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يجري مناقشات مع الإدارة الأمريكية حول إمكانية إدارة سلطة انتقالية في غزة بعد وقف إطلاق النار، هذه التحركات تؤكد أن مستقبل القطاع بات محل جدل دولي واسع، في ظل البحث عن صيغة إدارة لا تسمح بعودة الفوضى، وتفتح الباب أمام إعادة الإعمار.

تصريحات ترامب وتطورات التفاوض

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه أجرى محادثات مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن هناك تقدمًا ملحوظًا نحو التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وأوضح ترامب من البيت الأبيض: «نقترب جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وربما حتى إلى سلام، وتحدثنا مع جميع القادة في الشرق الأوسط وهم أشخاص رائعون».

كما شدد على أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، في إشارة إلى التمسك ببعض الخطوط الحمراء داخل الخطة الأمريكية.

مصر تفرض كلمتها وتؤكد دورها

يبقى العامل الحاسم هو الموقف المصري، الذي فرض نفسه بقوة على المشهد من خلال الرفض المطلق لسيناريو التهجير، وهو ما يتقاطع مع إقرار الخطة الأمريكية باستحالة تنفيذه عمليًا، هذا الانتصار السياسي يعكس أن القاهرة لا تدافع فقط عن حدودها وأمنها القومي، وإنما تؤكد أنها الطرف العربي المركزي الذي لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات تخص غزة أو مستقبل القضية الفلسطينية.

عاجل