نتنياهو يهدد العراق من منبر الأمم المتحدة: سنقضي على الميليشيات

في خطاب مثير للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تهديدًا مباشرًا وغير مسبوق تجاه العراق، معلنًا أن "إسرائيل ستقضي على الميليشيات في العراق"، دون أن يوضح توقيت التنفيذ أو طبيعته، ما فتح باب التكهنات حول نية تل أبيب توسيع نطاق المواجهات المسلحة لتشمل العراق، بعد عملياتها في غزة ولبنان واليمن.
وخلال كلمته، اعتبر نتنياهو أن إيران هي "المحرك الرئيسي لزعزعة استقرار المنطقة"، مشيرًا إلى أنها "تطور برنامجًا ضخمًا للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية"، مؤكدًا أن إسرائيل "لن تسمح لطهران بإعادة بناء قوتها العسكرية". كما هدد بـ"القضاء التام على بقايا حماس في غزة"، مع وعود بإنشاء "سلطة مدنية جديدة ملتزمة بالسلام"، لكنه ربط إنهاء الحرب بـ"استسلام حماس لمطالب إسرائيل".
اللافت أن الخطاب حمل أيضًا تصريحات تصعيدية بشأن لبنان وسوريا والعراق، حيث قال إن السلام مع بيروت "بات ممكنًا"، ودعا الحكومة اللبنانية إلى "نزع سلاح حزب الله"، كما أكد أن إسرائيل "لن تقف مكتوفة الأيدي" تجاه ما وصفه بـ"ذبح الدروز في سوريا"، معلنًا إعطاء أوامر لقواته للتحرك لحمايتهم. وفي خطوة أكثر استفزازًا، تحدث عن إمكانية "إبرام اتفاق يحفظ السيادة السورية ويخدم مصالح إسرائيل".
وعن ملف الرهائن في غزة، وجه نتنياهو رسائل مباشرة، قال فيها: "لن ننساكم.. شعب إسرائيل كله معكم"، مدعيًا أن هناك "48 رهينة محتجزون لدى حماس، بينهم 20 أحياء". وشدد على أن "إسرائيل لن ترتكب إبادة جماعية في غزة"، مضيفًا: "لو كنا نريد ذلك لما حذرنا المدنيين مرارًا لمغادرة مناطق القتال"، مدعيًا أن "حماس تستخدمهم كدروع بشرية وتسرق المساعدات الإنسانية".
وعن موجة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، شن نتنياهو هجومًا حادًا، قائلًا: "منح الفلسطينيين دولة على بعد ميل من القدس بعد 7 أكتوبر ضرب من الجنون.. هذه وصمة عار، والفلسطينيون لا يريدون السلام بل إزالة إسرائيل". وأضاف: "90% من الإسرائيليين يعارضون قيام دولة فلسطينية".
وفي الشأن الدولي، كشف نتنياهو عن أن قادة دول غربية "ينتقدون إسرائيل علنًا لكنهم يشكرونها سرًا"، ووجه رسالة لمن انتقدوا العمليات الإسرائيلية قائلاً: "لو كانت أمريكا مكاننا لفعلت ما نفعله في غزة.. الألمان أنفسهم قالوا إننا نقوم بالعمل القذر الذي لا يريده أحد".
أما بخصوص اتفاقيات السلام، فأكد أن "الانتصار على حماس سيعني توسعًا كبيرًا لاتفاقات أبراهام، وسيفتح الباب لسلام مع دول عربية وإسلامية جديدة"، واعتبر أن "السنوات المقبلة ستشهد شرق أوسط مختلف كليًا"، بحسب تعبيره.
وفي ختام خطابه، قال نتنياهو: "سننتصر بسرعة، وسنحقق مستقبل الازدهار والسلام"، وذلك قبل أن تعود الوفود التي غادرت القاعة احتجاجًا على كلمته إلى مقاعدها بعد انتهائه مباشرة.