«بنسبة 100%».. ترامب يلوح بفرض رسوم جمركية ضد الدواء المستورد
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع المنتجات الصيدلانية المستوردة ذات العلامات التجارية أو الحاصلة على براءة اختراع، بدءًا من الأول من أكتوبر المقبل، في إطار خطة تهدف إلى إعادة توطين صناعة الأدوية داخل الولايات المتحدة.
وأوضح ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" أن الإجراء لن يشمل الشركات التي بادرت إلى بناء مصانع أدوية داخل البلاد، بما في ذلك المشاريع التي لا تزال قيد الإنشاء، مؤكدًا أن هذه الاستثناءات تأتي ضمن حوافز لتشجيع التصنيع المحلي وتقليص الاعتماد على الخارج، بعدما بلغت واردات الأدوية نحو 213 مليار دولار في عام 2024، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل عقد.
وأشار ترامب إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة ستشكل حافزًا قويًا للشركات الكبرى مثل إيلي ليلي وجونسون آند جونسون لنقل عملياتها إلى الداخل، محذرًا من إمكانية رفع الرسوم مستقبلًا لتصل إلى 250% ضمن استراتيجية أوسع لإعادة الصناعات الأمريكية، لكن القرار قوبل بتحذيرات شديدة من كبريات شركات الأدوية، التي اعتبرت أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وتهدد الاستثمارات، وقد تفاقم أزمة نقص الأدوية، لا سيما الأدوية الحيوية التي يعتمد عليها ملايين المرضى.
ويرى مراقبون أن الخطوة تأتي بعد أن فتحت وزارة التجارة الأمريكية تحقيقًا حول تأثير واردات الأدوية على الأمن القومي، في تكرار لنهج مشابه تم تطبيقه سابقًا في قطاعات الصلب والألومنيوم.
ومع ذلك، يشير محللون إلى أن إعادة التصنيع المحلي في قطاع الأدوية ليست عملية سهلة أو سريعة، في ظل اعتماد الشركات على سلاسل توريد عالمية معقدة، تتوزع فيها مراحل التصنيع والتجميع عبر عدة دول، وهو ما يجعل تنفيذ القرار عملية محفوفة بالتحديات الفنية والاقتصادية خلال السنوات المقبلة.
