عرض فيلم «المراية» في مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي

شهدت الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، العرض الأول داخل مصر للفيلم القصير "المراية" للمخرج علي بيبو.
ويتناول الفيلم حياة شاب يعاني من الوحدة والاغتراب الداخلي، ويواجه مخاوفه واضطراباته أمام المرآة في حجرته. يدخل البطل في صراع نفسي حاد ورفض قاطع للواقع يصل به إلى الرغبة في الموت، قبل أن يقوده التأمل والبحث الداخلي إلى اكتشاف ذاته من خلال عبارة “الحياة لمن يسعى لها”. ومن هنا تتحول تجربته إلى دعوة لعشق ممارسة الحياة بكل تفاصيلها، باعتبارها إضافة جوهرية لتطور الإنسان وهويته وأحلامه.
الفيلم من إخراج ومونتاج: علي بيبو، تأليف شريف علي صقر،بطولة: محمود نوح،مدير تصوير: أحمد تحسين.
يأتي فيلم "المراية" كأول تجربة سينمائية للمخرج علي بيبو، لكنه رغم بساطته من حيث الشكل، يطرح أسئلة عميقة عن الوحدة والاغتراب والبحث عن الذات. المرآة في الفيلم ليست مجرد عنصر ديكوري داخل الغرفة، بل تتحول إلى رمز فلسفي يعكس الصراع الداخلي للبطل؛ حيث يواجه ذاته العارية من أي أقنعة.
ويجد البطل، الذي يعيش حالة من الانعزال النفسي، نفسه في مواجهة مباشرة مع دوافعه ومخاوفه عبر انعكاسه في المرآة. ومن خلال هذا الصراع يمر بلحظات رفض قاطع للواقع ورغبة في الهروب عبر الموت، قبل أن يكتشف أن الحياة، رغم قسوتها، تحمل معنى أعمق لمن يسعى وراءه. العبارة المحورية “الحياة لمن يسعى لها” تمثل لحظة التحول في الفيلم، حيث ينفتح البطل على إمكانية جديدة للفهم والمقاومة.
وعلى المستوى الفني، يعتمد الفيلم على مساحة مكانية محدودة (غرفة وبطل وحيد أمام المرآة) ليجعل من الصورة والانعكاس بديلاً عن الحوار الطويل. المونتاج جاء متماسكًا ليعكس التوتر النفسي، بينما التصوير ركّز على زوايا المرآة لتعزيز ثنائية الذات والآخر. الأداء التمثيلي لمحمود نوح اتسم بالصدق في تجسيد الانفعال الداخلي، في حين جاءت الموسيقى والمؤثرات الصوتية لتعكس القلق والاضطراب الذي يعيشه البطل.