الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين يضيّق خيارات نتنياهو

سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إدانة اعتراف عدد من الحلفاء التاريخيين لإسرائيل بالدولة الفلسطينية، لكنه قد يواجه صعوبة في ترجمة هذا الخطاب إلى رد فعل ملموس، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة وفقا لما ذكرته القاهرة الإخبارية، إن خيارات نتنياهو للرد أصبحت أضيق مما يرغب أن يُظهره مؤيدوه، مشيرةً إلى أنه هدد مرارًا بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة واتخاذ إجراءات أحادية ضد الدول التي انضمت إلى موجة الاعتراف.
وأضافت أن تنفيذ تهديده بضم جزء من الضفة الغربية أو كلها قد يعرّض الاتفاقيات الإبراهيمية للخطر، لافتةً إلى إعلان الإمارات العربية المتحدة أن الضم يُعد "خطًا أحمر" بالنسبة لها.
من جانبها، أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن نتنياهو يتمتع بدعم سياسي واسع للرد على الاعترافات بالدولة الفلسطينية، موضحةً أن الضم هو الشعار السائد داخل ائتلافه اليميني المتطرف، الذي لم يحقق حتى الآن حلمه بإعادة الاستيطان في قطاع غزة أو تفريغه من سكانه.
وفي الوقت نفسه، توقعت الصحيفة أن يأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استجابةً لضغوط القادة العرب وتركيا، نتنياهو بعدم ضم الضفة الغربية المحتلة، مشيرةً إلى وجود أصوات داخل إدارة ترامب تعتبر الضم خطوة غير مبررة من حكومة إسرائيلية أثارت غضب حلفاء واشنطن في المنطقة مرارًا عبر سلسلة سياسات عدوانية.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو يدرك هذا الواقع المقلق، إذ وعد بالرد لكنه ربطه بلقائه المرتقب مع ترامب في واشنطن، حيث يتعين عليه تحديد مسار يوازن بين ردع مزيد من الدول عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنع شركاء ائتلافه الحكومي من الانسحاب، مع الحفاظ في الوقت نفسه على التنسيق الكامل مع ترامب، خشية أن يفقد دعمه الشامل للحرب على غزة.
وحذرت "تايمز أوف إسرائيل" من أنه بدون دعم ترامب ستفقد إسرائيل أهم أوراق الضغط على حركة حماس لقبول الهزيمة، ومعها أي أمل في إنهاء حكم الحركة في غزة وتحرير المحتجزين.
وقبيل مغادرته إلى واشنطن، دعا نتنياهو إلى اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لبحث الردود المحتملة على الاعترافات بالدولة الفلسطينية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، في حين لم تُوجَّه الدعوة لاثنين من أبرز مؤيدي الضم، وهما وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الضغوط السياسية الداخلية المرتبطة بمحاكمة الفساد والانتخابات المقبلة قد تطغى على مخاوف نتنياهو من إثارة غضب ترامب. ونقلت عن الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس قوله: "ما كان نتنياهو ليجرؤ قبل عامين أو ثلاثة على ضم أي شيء. أما نتنياهو في سبتمبر 2025، فهو منفصل عن الواقع ويعاني من وهم العظمة، يخشى الانتخابات ومحاكمته بالفساد. إذا كانت كل هذه الظروف تشير إلى ضم جزئي، فقد يُقدم على خطوة ما".