افتتاح معرض «عطور مصر القديمة» في العاصمة الفرنسية باريس

افتتح السفير علاء يوسف سفير مصر في فرنسا مندوبها الدائم لدى منظمة اليونسكو معرض "عطور مصر القديمة" في "بيت مصر" بالمدينة الجامعية الدولية في باريس، والذي يُقام خلال الفترة من 20 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2025، بالتعاون بين سفارة مصر في باريس وجامعة بول ڤاليري مونبلييه، وشركة "أولفي" الفرنسية العاملة في مجال تقنية الواقع الافتراضي ، حيث يسلط الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة واستخداماتها المختلفة والطقوس المرتبطة بها.
وأشار السفير علاء يوسف - في كلمة خلال حفل الافتتاح الذي حضره الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، وعدد كبير من السفراء الأجانب المعتمدين لدى المنظمة، ولفيف من الشخصيات الثقافية الفرنسية وخبراء علم المصريات - إلى النجاح الكبير الذي حققه المعرض خلال نسخته الأولى في المتحف المصري بالقاهرة في ديسمبر الماضي، مُعرباً عن اعتزازه بتنظيم نسخته الحالية في باريس في "بيت مصر" بما يُجسد ثراء الحضارة المصرية والتعاون الثقافي والعلمي المتميز بين مصر وفرنسا.
وقال إنه من خلال تجربة غامرة فريدة متعددة الحواس ومجموعة من الصور يُمكن للزائرين اكتشاف جانب جوهري من الحضارة الفرعونية وهو صناعة العطور، موضحاً أن هذه العطور التي استخدمت في الطقوس الدينية والجنائزية وكذلك في الحياة اليومية للمصريين، تبرز تنوع وثراء تراثنا الثقافي غير المادي على مر العصور.
وأضاف أن الحفاظ على التراث ونقله هما من صميم عمل منظمة اليونسكو، ورحب السفير علاء يوسف بحضور الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، مُشيداً بما يتمتع به الدكتور العناني من خبرة أكاديمية وعملية واسعة، فضلاً عن جهوده الحثيثة التي أسهمت في إلقاء مزيد من الضوء على ثقل مصر الحضاري على المستوى الدولي وتعزيز تراثها بشكل كبير، مؤكداً أن ترشيحه لقيادة اليونسكو يُجسد الرغبة في توظيف التراث والعلوم والثقافة والتعليم في خدمة التقارب بين الشعوب، متمنيا له التوفيق والفوز في الانتخابات القادمة.
ويتضمن المعرض العديد من الصور لمجموعة من القطع الأثرية المرتبطة بالعطور والتي تم اختيارها من مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة من بينها تماثيل للملكة حتشبسوت والإله آمون رع، ومشاهد الرحلة التي أرسلتها حتشبسوت لبلاد بونت لإحضار المنتجات التي تستخدم في تصنيع العطور مثل المُرّ واللبان، فضلا عن صور لمجموعة من الزهور الأثرية المجففة من الدولة الحديثة، بالإضافة إلى الأواني والقوارير التي كانت تُحفظ بداخلها العطور، وكذلك المخطوطات التي تتضمن وصفات تحضير العطور، والتي تبرز قيمة العطور في الحضارة المصرية القديمة.
ولا يسلط المعرض الضوء على أهمية العطور في حياة المصريين القدماء فحسب، بل يستفيد أيضا من التكنولوجيا الحديثة لإضفاء الحياة على التاريخ، حيث يقدم المعرض تجربة فريدة من نوعها بفضل تقنية الواقع الافتراضي، مما يتيح للزوار خوض التجربة ومشاهدة استخدامات العطور في الحياة اليومية، وخلال الشعائر والطقوس الدينية من خلال عملية التحنيط، واكتشاف واستنشاق العطور التي رافقت حياة الفراعنة، وخاصةً خلال الطقوس الدينية والجنائزية.
وحقق المعرض نجاحاً كبيراً خلال نسخته الأولى في المتحف المصري بالقاهرة في ديسمبر 2024 على مدار ثلاثة أشهر، يؤكد مجدداً على ثراء التراث المصري والروابط الثقافية المتميزة التي تجمع مصر وفرنسا.