رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مصر وسنغافورة تبحثان فرص الاستثمار وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد نائب وزير المالية للسياسات الضريبية شريف الكيلاني، أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبرى لتعزيز الشراكة مع المستثمرين الأجانب وتوفير بيئة أعمال مشجعة، تقوم على الشفافية والاستقرار، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، ودعمًا لمسيرة النمو الاقتصادي المستدام.

جاء ذلك خلال لقاء نائب الوزير مع سفير دولة سنغافورة ونخبة من مجتمع الأعمال السنغافوري.

وقال شريف الكيلاني- خلال اللقاء - إن وزارة المالية تعتز بالعلاقات الممتدة والوثيقة مع سفارة سنغافورة، ونعمل باستمرار على أن تكون هذه العلاقات مثمرة وبنّاءة تُسهم في دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وأعرب الكيلاني عن سعادته بهذا اللقاء الهام الذي يجمع وزارة المالية ومجتمع الأعمال السنغافوري، موضحًا أن هذا اللقاء يأتي في إطار تنفيذ توجيهات وزير المالية أحمد كجوك بتعزيز التعاون مع مختلف الشركاء الدوليين.

وأشار إلى ضرورة التعاون بين مؤسسات الدولة، وذلك من خلال حزم من الإصلاحات التشريعية والإجرائية، تهدف إلى تبسيط الإجراءات الضريبية والجمركية، وتقدم حوافز ضريبية حقيقية للمستثمرين، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، ويعزز مناخ الاستثمار في مصر.

ولفت إلى أن من أبرز هذه الإصلاحات هو "النظام الضريبي المبسط"، الذي تم استحداثه بموجب القانون رقم (6 لسنة 2025)، ليتماشى مع احتياجات الشركات الصغيرة والناشئة، ويُطبق هذا النظام على الشركات والمنشآت التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه مصري، ويتميز بتدرج في النسب الضريبية يبدأ من 0.4% للمشروعات التي يقل حجم أعمالها عن 500 ألف جنيه سنويًا، ويصل إلى 1.5% للمنشآت التي يقل حجم أعمالها عن 20 مليون جنيه.

وقال نائب وزير المالية للسياسات الضريبية، إن النظام يشمل العديد من التيسيرات، (الإعفاء الكامل من الفحص الضريبي لمدة خمس سنوات من تاريخ الانضمام للنظام، الإعفاء من ضريبة الأرباح الرأسمالية على بيع الأصول الثابتة داخل النشاط، الإعفاء من ضريبة توزيعات الأرباح، ورسم تنمية موارد الدولة، وضريبة الدمغة، ورسوم التوثيق والشهر العقاري على عقود التأسيس أو تسجيل الأراضي اللازمة للنشاط، الإعفاء من نظام الخصم أو الدفعات المقدمة تحت حساب الضريبة، تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة بشكل ربع سنوي بدلًا من شهري، تقديم إقرار ضريبة المرتبات والأجور سنويًا، تبسيط إجراءات التسجيل والسداد، دون إلزام المنشآت بسجلات محاسبية معقدة أو إقرارات مطولة".

وأضاف أن هذا النظام يعكس توجه الدولة نحو دمج الاقتصاد غير الرسمي في المنظومة الرسمية، وتحقيق الشمول الضريبي، وتخفيف الأعباء عن كاهل الشركات الصغيرة، التي تُعد العمود الفقري لأي اقتصاد نامي.

وأوضح نائب وزير المالية أن النظام المبسط مرتبط بالتحول الرقمي الضريبي، من خلال منظومتي الفاتورة الإلكترونية والإيصال الإلكتروني، وأن مصلحة الضرائب المصرية تقدم كافة أوجه الدعم لتيسير انضمام الشركات إلى هاتين المنظومتين، بما يُتيح متابعة دقيقة لحركة البيع والشراء، ويضمن حماية حقوق المستثمرين والدولة، ويحقق الشفافية الكاملة في المعاملات الاقتصادية.

ولفت إلى أن من أهم الإصلاحات الضريبية التي تم تنفيذها ضمن حزمة التسهيلات، هو الاعتماد على نظام الفحص بالعينة، وفقا لملف المخاطر، بما يشمل الشركات الكبرى ودون استثناء لأي من الشركاء، بغض النظر عن حجم الأعمال، بهدف تخفيف الأعباء، ومع العمل على تسريع إجراءات رد الضريبة على القيمة المضافة، لتوفير السيولة النقدية لشركائنا، فضلًا عن إغلاق عدد كبير من النزاعات السابقة مع الممولين، وبدء صفحة جديدة من التعاون والثقة "نقطة ومن أول السطر".

وتابع شريف الكيلاني "إننا نفخر بتحقيق حصيلة ضريبية غير مسبوقة هذا العام، بزيادة بلغت 36% مقارنة بالعام الماضي، وهو رقم قياسي غير مسبوق، يعكس تحولًا جذريًا في العلاقة بين الدولة والممولين، والتي انتقلت من سياسة الجباية إلى علاقة قائمة على الثقة والشراكة"، مضيفا أن الممول أصبح يدفع الضريبة المستحقة طواعية، ليس بدافع الخوف أو الضغط، وإنما بدافع الشعور بالمسئولية، والثقة في النظام الضريبي الجديد.

وأكد أن الوزارة ستعمل بشكل مشترك على صياغة حلول عملية تدعم استثمارات الجانب السنغافوري، وتواكب في الوقت ذاته جهود التطوير والإصلاح الضريبي والجمركي التي تنفذها الوزارة، مشيرا إلى التزام الوزارة بتوفير جميع أوجه الدعم الممكن، وفتح العديد من قنوات التواصل المباشرة مع مجتمع الأعمال للتعرف عن قرب على ما يواجههم من صعوبات، لضمان نجاح هذه الاستثمارات، بما يعزز المصالح المشتركة ويدفع قدما بمسيرة النمو الاقتصادي في كلا البلدين.

وبدوره، أعرب سفير دولة سنغافورة دومينيك جوه، عن سعادته بهذا اللقاء، مشيدا بالطفرة الرقمية في مسيرة تطوير وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية، وأكد أن التنسيق بين سفارة سنغافورة ووزارة المالية سيظل دائمًا ومستمرًا، بهدف إزالة أي تحديات أو معوقات حالية، وبعث رسائل طمأنة للمستثمرين السنغافوريين الراغبين في ضخ المزيد من الاستثمارات داخل مصر.

عاجل