عالم بالأوقاف: أغلب مجددي الخطاب الديني خلال القرون السابقة كانوا من مصر

قال الشيخ أحمد عبدالمنعم عضو الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بوزارة الأوقاف، إنّ الاحتفاء بمرور 1500 سنة على مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يستند إلى حساب دقيق يربط بين الهجرة النبوية وعمر النبي عند الهجرة.

وأضاف خلال حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "النبي عليه الصلاة والسلام هاجر من مكة إلى المدينة وعمره 53 عامًا، ونحن الآن في العام الهجري 1447، وبإضافة 53 إلى هذا الرقم نصل إلى مرور 1500 عام كاملة على مولده الشريف، وهو حدث لا يتكرر إلا كل مئة عام".

وتابع، أنّ هذا الحدث النادر بحديث نبوي شريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها"، مؤكدًا أن هذا الربط يُلقي الضوء على أهمية التجديد في الفكر والخطاب الديني، وأننا أمام لحظة حضارية تدعو إلى التأمل والعمل.

وذكر، أن الحديث عن التجديد يختلف تمامًا عن العمل فيه؛ فالكلام عن التجديد يعني التنظير ومناقشة الفكرة من حيث الأهمية والنتائج، أما العمل فيه فهو التطبيق العملي لما تم التنظير له، وهو ما يحتاج إلى بناء علمي عميق، وتأهيل دقيق للمجددين، فهؤلاء لا يظهرون فجأة بل يُصنعون عبر سنوات من العلم والتدريب والوعي بمستجدات العصر.

وأشار عبد المنعم إلى أن المجدد قد يكون فردًا أو جماعة، حسب ما ورد في أقوال العلماء، لافتًا، إلى أن الاستقراء التاريخي لأسماء المجددين عبر القرون الماضية يُظهر أن أغلبهم من مصر.

وأكد، أنّ ذلك مدعاة للفخر والتفاؤل، ودليلاً على الدور الحضاري لمصر في نهضة الأمة، مشددًا، على أن الفخر لا يكون لذاته، بل ليكون دافعًا نحو البناء، وربط الماضي بالحاضر، وإعداد أجيال قادرة على التجديد الحقيقي كما فعل السابقون.