رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أمين البحوث الإسلاميَّة يُبرِز المسارات الإيمانيَّة والإنسانيَّة في سيرة الرسول ﷺ

نشر
مستقبل وطن نيوز

أمين البحوث الإسلامية يُبرِز المسارات الإيمانيَّة والإنسانيَّة في سيرة الرسول ﷺ

ألقى الدكتور محمَّد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء اليوم، كلمةً خلال الاحتفال الذي أُقيم بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمناسبة ذِكرى المولد النبوي الشريف، استعرض فيها المعاني الإيمانيَّة والإنسانيَّة والوجدانيَّة التي تجلَّت في مولد النبي ﷺ، مؤكِّدًا أنَّ ميلاده كان رحمةً إلهيَّةً ووقايةً للوجود كلِّه.

وأوضح الدكتور الجندي أنَّ شخصيَّة النبي ﷺ تجلَّت في مسارات متعدِّدة؛ منها: مسار الضَّمان، الذي يظهر في حديث الشفاعة يوم القيامة، ومسار الحنان، الذي تجلَّى في موقف المرأة من بني دينار، التي قالت عند رؤيته بعد فَقْد زوجها وأخيها وأبيها في غزوة (أُحُد): «كلُّ مصيبة بعدك جلل»، مشيرًا إلى مسار التنبيه والضَّمان للأمَّة في خطبته بعد الصَّلاة على شهداء (أُحُد) حين قال: «إنِّي فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم... وإنِّي والله ما أخاف عليكم أن تُشرِكوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافَسوا فيها».

وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ سيرته ﷺ عبَّرت أيضًا عن مسار الشعور والوجد حين علَّم الأمَّة أن ما يُقدَّم لله يبقى كلُّه بقوله: «بقي كلُّها غير كتفها»، كما مثَّل ﷺ أرقى صور المسار الإنساني عندما قام لجنازة يهودي قائلًا: «أليست نفسًا؟»، وبلغتْ رحمته كلَّ المخلوقات حتَّى الحيوان؛ كما في حديث الجمل الذي حنَّ وذرِفَت عيناه حين رأى النبيَّ ﷺ وشكا له، فمسح عليه وقال لصاحبه: «أفلا تتَّقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إيَّاها؟».

وأشار إلى أنَّ ذِكرى المولد النَّبوي كانت على الدَّوام موضع عناية العلماء الكبار الذين صنَّفوا مؤلَّفاتٍ خالدةً؛ مثل: (حُسن المقصد في عمل المولد) للسيوطي، و(عَرْف التعريف بالمولد الشريف) لابن الجزري، و(النِّعمة الكبرى على العالَم في مولد سيِّد ولد آدم) لابن حجر الهيتمي، و(المورد الهني في المولد السَّني) للحافظ العراقي، وكُتُب ابن كثير، والسَّخاوي، وابن دحية، وابن عاشور، وصولًا إلى مؤلَّفات المعاصرين؛ كالشيخ أحمد الدردير.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ إحياء ذِكرى المولد النَّبوي الشريف هو استحضارٌ دائمٌ لسيرة النبي ﷺ، واستلهامٌ لقِيَم الرَّحمة والعدل والإحسان، التي جسَّدها في حياته؛ حتَّى يبقى هاديًا للبشريَّة في كلِّ زمانٍ ومكان.

عاجل