البحر الغاضب.. الإسكندرية تواجه الأمواج العالية بإغلاق جميع البلاچات لأول مرة

لم يكن قرار محافظة الإسكندرية، بـ غلق الشواطئ اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، مجرد إجراء روتيني مرتبط بارتفاع الأمواج فقط بل جاء كإنذار جديد يضعنا أمام حقيقة خطيرة: الطبيعة غاضبة، والتغيرات المناخية لم تعد مجرد تحذيرات على الورق بل واقع يهدد حياتنا اليومية.
توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية اضطرابًا شديدًا في البحر المتوسط، مع رياح عاتية وارتفاع غير مسبوق للأمواج قد يصل إلى مستويات خطرة، خاصة في مناطق مطروح، العلمين، الإسكندرية وبلطيم، مما جعل محافظ الإسكندرية باتخاذ قرار بـ غلق الشواطئ اليوم.
الأمر لم يعد مجرد موجة طقس سيئة، بل صورة مصغرة من الاضطرابات المناخية التي يشهدها العالم: أعاصير في آسيا، فيضانات في أوروبا، وحرائق في أمريكا، والآن أمواج هائجة تهدد سواحلنا الشمالية.
التغيرات المناخية
خبراء البيئة يؤكدون أن التغيرات المناخية جعلت الظواهر الجوية أكثر عنفًا وحدّة. ما نشهده على شواطئ الإسكندرية اليوم هو نتاج مباشر لارتفاع حرارة الأرض وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار، ما يؤدي إلى اضطراب غير مسبوق في أنماط الطقس. السيناريوهات المستقبلية تشير إلى أن مدنًا ساحلية مثل الإسكندرية قد تكون في مرمى الخطر خلال العقود القادمة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة آثار تغير المناخ.
وفي هذا السياق، ناشدت محافظة الإسكندرية المواطنين وزائريها الالتزام الكامل بقرار غلق الشواطئ وعدم النزول إلى مياه البحر تحت أي ظرف خلال فترة الاضطراب، مؤكدة أن قرار غلق الشواطئ جاء حفاظًا على أرواحهم ومنعًا لوقوع أي حوادث غرق محتملة. كما شددت المحافظة على أن فرق الإنقاذ والأجهزة التنفيذية ستكون منتشرة على طول الشواطئ لمتابعة التنفيذ وضمان عدم تعريض أي شخص نفسه للخطر.
قرار غلق الشواطئ جاء حفاظًا على أرواح المواطنين، لكن الرسالة الأعمق هي أن ما يحدث ليس عابرًا، بل جزء من مشهد عالمي أشمل يجب الاستعداد له. الالتزام بالتعليمات ورفع الوعي المجتمعي بخطورة الظواهر المناخية أصبح ضرورة، وليس مجرد خيار.