جريدة القاهرة تحتفي بالمسيرة الفنية للفنان الراحل نور الشريف

احتفى العدد الجديد من جريدة القاهرة بالمسيرة الفنية للفنان الراحل نور الشريف، مشيرًا إلى أن السينما المصرية قدمت عبر مسيرتها الطويلة كثيرا من النجوم امتلك بعضهم موهبة استثنائية في التمثيل وأمكن لبعضهم أن يحافظوا على مستوى راق في اختياراتهم لأعمالهم وأدوارهم وتمكنت قلة منهم من أن تعبر في غالبية أعمالها عن ثقافتها وقناعتها السياسية والفكرية لكن نور الشريف وحده هو الذي أمكنه أن يجمع كل هذه الصفات بل وأن يحافظ على مكانته الجماهيرية بكل هذه الشروط لما يقرب من نصف قرن.
نور الشريف
وذكرت جريدة القاهرة، الصادرة عن وزارة الثقافة، أن نور الشريف ـ اسمه الأصلي محمد جابر، ولد في 28 أبريل عام 1946 ـ في مسيرته الفنية ظل واحدا من هؤلاء الذين استطاعوا كثيرا أن يصنعوا من شخصياتهم وجوها جديدة ومختلفة وحقيقية من لحم ودم لا يستطيع المشاهد أن يلمح فيها شبهة صنعة أو أن يراها من وراء أقنعة مصنوعة وذلك بفضل إمكانياته البارعة وقدراته الانفعالية الواسعة وفهمه العميق للأبعاد الإنسانية للشخصية.
وأضافت الجريدة أن نور الشريف أدرك أن كتابة السيناريو مسؤولة بدرجة كبيرة عن وقوع كثير من الأجيال في فخ الأدوار النمطية لذلك بدأ يبني لنفسه مخزونا ثقافيا ومعرفيا وإنسانيا، ولم يكتف نور بأن يختزن في عقله ملامح الشخصيات التي يقابلها لكنه رسمها بقلمه في كراسات كثيرة أصبح يعود إليها من حين لآخر وقد يحتاج التمثيل إلى عقلية هندسية من وجهة نظره لتصميم بناء الشخصية ودائمًا ينتصر الممثل الأكاديمي المحترف لدى نور فالممثل في رأيه كائن متكامل غير قابل للتجزئة حريص على الاهتمام بكل تفاصيل العمل الفني من سيناريو وإخراج وموسيقى وديكور وإكسسوار وملابس.
وكان نور واحدا من هؤلاء الذين ارتبطت شخصياته في غالبية الأفلام التي شارك فيها بروح متميزة وبحرارة خاصة وحضور أخاذ وظهور مميز فقد قدم شخصيات استطاع أن يصنع لها ملامح إنسانية شديدة التعبير والقوة.
ولفتت الجريدة إلى أن الفنان نور الشريف يبقى بلا شك أحد أبرز نجوم التمثيل الكبار الذين لا يمكن الفصل بين منهج أدائهم على الشاشة و فلسفتهم في الحياة ونظرتهم لها فبقدر عمق فهمه لواقع مفعم بتناقضات اجتماعية وأيديولوجية بقدر وعيه النابض في شخصياته التي يجسدها عبر أعمال كانت بمثابة صدمات فنية وإنسانية.