الزوجة الثانية وضعت السم في الخبز.. الداخلية تكشف تفاصيل وفاة أسرة كاملة بدير مواس بالمنيا

في جريمة هزّت محافظة المنيا وأثارت صدمة كبيرة في الرأي العام، اعترفت المتهمة بقتل أسرة كاملة مكونة من ستة أطفال ووالدهم في قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، بأنها أقدمت على وضع مادة سامة في الطعام، انتقامًا من زوجها الذي أعاد زوجته الأولى إلى عصمته مؤخرًا.
اعتراف المتهمة
اعترفت الزوجة الثانية للأب بارتكاب الجريمة، موضحة أنها أقدمت على وضع مادة سامة داخل وجبة الخبز التي أعدّتها لأبناء زوجها ووالدتهم، انتقامًا من زوجها الذي أعاد زوجته الأولى إلى عصمته مؤخرًا، وأوضحت المتهمة أنها أقدمت على فعلتها بدافع الغيرة والانتقام، معتقدة أن عودة الزوجة الأولى ستمهد لانفصال الزوج عنها.
كشف وزارة الداخلية
وزارة الداخلية أعلنت تفاصيل الواقعة، مؤكدة أن التحريات الأمنية أثبتت تورط الزوجة الثانية بشكل مباشر في الجريمة، حيث خططت للتخلص من الأطفال ووالدتهم عبر دس السم في الطعام، وأكدت الوزارة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمة، وإحالتها للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
دور وزارة الصحة
وفي أعقاب الكارثة، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا في 17 يوليو الماضي أوضحت فيه أنها تتابع عن كثب تداعيات وفاة خمسة أطفال أشقاء من الأسرة يوم 12 يوليو 2025، وأكدت الوزارة أنها شكلت لجنة من قطاع الطب الوقائي لمتابعة الوضع، حيث تم إجراء زيارات ميدانية للمستشفيات والوحدات الصحية، ومراجعة السجلات الطبية وتحليل بيانات الأمراض المعدية، إضافة إلى زيارة منزل الأسرة والمنازل المجاورة.
وأظهرت نتائج الفحوصات المعملية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي للأطفال، وكذلك تحاليل عينات المياه من المنزل، خلوها من أي أمراض وبائية أو معدية مثل التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري، وأكدت الوزارة أن الوضع الصحي بالقرية مستقر، وأن الوفيات لم تكن نتيجة مرض معدٍ، بل بسبب تسمم بمادة كيميائية سامة.
المأساة تتفاقم
بعد أيام من وفاة الأطفال الستة، لفظ الأب ناصر محمد علي أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى أسيوط الجامعي، حيث كان الناجي الوحيد من المأساة، ورغم تلقيه رعاية طبية مكثفة عقب نقله من مستشفى المنيا العام، إلا أن حالته الصحية تدهورت وفارق الحياة متأثرًا بتسمم حاد، لتكتمل بذلك فصول الفاجعة برحيل جميع أفراد الأسرة.
تسلسل المأساة
بدأت الكارثة بوفاة ثلاثة من الأطفال: محمد (11 عامًا)، عمر (7 أعوام)، وريم (10 أعوام)، ثم لحق بهم شقيقهم أحمد بعد معاناته من إعياء شديد، وفي وقت لاحق، توفيت الطفلتان رحمة (12 عامًا) وفرحة (14 عامًا)، ورغم محاولات إنقاذهما طبيًا إلا أن حالتهما تدهورت سريعًا، وأخيرًا توفي الأب بعد ثلاثة أيام فقط، ليُكتب المشهد المأساوي الأخير للأسرة.
فيما واصلت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة تحقيقاتها الموسعة ونسج خيوط الواقعة منذ اللحظة الأولى وكشف كافة ملابسات الجريمة، وسط حالة من الحزن والذهول بين أهالي القرية الذين لم يتخيلوا أن غيرة وانتقام زوجة يمكن أن يتحول إلى جريمة هزت الرأي العام بحق أسرة بأكملها.