رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

3 ملفات رئيسية تتصدر زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

نشر
الرئيس السيسي والأمير
الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان - أرشيفية

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من شقيقه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين القاهرة والرياض، وتجسد حرص القيادتين على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي والتشاور حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.

مباحثات في نيوم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

من المقرر أن تعقد المباحثات المصرية – السعودية في مدينة نيوم، حيث سيبحث الرئيس السيسي وولي العهد سبل دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية. وستتناول المباحثات الملفات الساخنة في المنطقة، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، والأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، إضافة إلى أمن البحر الأحمر الذي يمثل محورًا استراتيجيًا للأمن القومي العربي.

الملف الأول: الأوضاع الإقليمية وتطورات غزة

تأتي الزيارة في توقيت دقيق تشهده المنطقة مع تصاعد التوتر في قطاع غزة ولبنان، ومن المنتظر أن يؤكد الجانبان على ضرورة وقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، إلى جانب التحذير من خطورة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتشديد على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، كما ستشمل المباحثات ملفات تخص سوريا والسودان وليبيا، والتشديد على احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره.

زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر - أرشيفية

الملف الثاني: تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

الشق الاقتصادي يحظى بأهمية كبرى في أجندة الزيارة، خاصة بعد الزخم الذي شهده ملتقى الأعمال المصري السعودي الذي نظمته غرفة القاهرة التجارية برئاسة أيمن العشري، بمشاركة وفد اقتصادي وتجاري سعودي من غرفة مكة المكرمة، ضم رجال أعمال ومستثمرين في قطاعات السياحة، الذهب والمجوهرات، المقاولات، العقارات، البنوك، الصناعات الثقيلة والخفيفة، والنقل.

وتركز المباحثات على مضاعفة التبادل التجاري، وزيادة الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة بين البلدين، مستفيدين من موقع مصر كبوابة للأسواق الإفريقية والأوروبية. ويعزز ذلك انضمام القاهرة والرياض إلى تكتل البريكس مطلع 2024، ومشاركتهما في القمة الاقتصادية بمدينة قازان الروسية الشهر الماضي.

تشير الأرقام إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية بلغ نحو 8 مليارات دولار في النصف الأول من 2024، بزيادة 41% عن العام السابق، فيما تجاوزت الاستثمارات السعودية في مصر 26 مليار دولار عبر أكثر من 8 آلاف شركة، بينما بلغت الاستثمارات المصرية في المملكة نحو 4 مليارات دولار من خلال ما يزيد على 3 آلاف شركة.

الملف الثالث: تكامل سياسي وأمني لمواجهة التحديات

العلاقات المصرية – السعودية تمثل نموذجًا للتكامل العربي، وتستند إلى وحدة المصير المشترك ومواجهة التهديدات التي تحيق بالمنطقة، وتشدد القيادتان دومًا على رفض أي تدخلات خارجية في شؤون الدول العربية، وضرورة التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي.

علاقات راسخة ورؤى متطابقة

شهدت السنوات الأخيرة تقاربًا استثنائيًا بين القاهرة والرياض، تُرجم في زيارات واتصالات متبادلة على أعلى المستويات، وتنسيق كامل في مختلف القضايا، ويتكامل دور البلدين باعتبارهما أكبر قوتين عربيتين فاعلتين في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أكدت القيادتان مرارًا على ضرورة اجتثاث منابع هذه الآفة الخطيرة التي تهدد استقرار المنطقة والعالم.

زيارة في توقيت حساس

تأتي زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية، لتؤكد أن القاهرة والرياض ماضيتان في تعميق التعاون الثنائي، والتنسيق المشترك من أجل الوصول إلى حلول عملية تضمن أمن المنطقة واستقرارها، وتبرهن هذه الزيارة على أن العلاقات المصرية – السعودية ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، التي تنعكس آثارها الإيجابية على مجمل القضايا العربية والإقليمية.

وفي 20 فبراير 2025 زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الرياض للمشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية، وذلك بمشاركة قادة كل من مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين والأردن.

عاجل