رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

طارق الشناوي: البعض لا يستوعب فكرة النقد.. وأنا نفسي أحب سماع الكلام الجميل

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن النقد بطبيعته لا يُقابل دائمًا بالترحاب، معتبرًا أن تقبل النقد يمر بمرحلتين؛ الأولى هي الانزعاج الفوري، والثانية هي المراجعة العقلانية بعد الهدوء، مضيفًا: "حتى أنا بحب أسمع كلام حلو.. وأوقات بزعل من نقد مظهري زي مثلًا لو حد قال لي الجرافة مش لايقة، طبيعي أتضايق، لكن بعدين ممكن أفكر وأقول عنده حق".

وجاءت تصريحات الشناوي خلال لقائه في برنامج "العاشرة" مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ على شاشة إكسترا نيوز، مؤكدًا أن مشكلة بعض الأشخاص تكمن في "رد الفعل"، مشيرًا إلى أن البعض قد يذهب إلى القضاء بسبب رأي فني، رغم أن المجالس المهنية ترى هذا النوع من التعبير مشروعًا ولا يدخل ضمن السبّ أو القذف.

وأضاف الشناوي أن الخلط بين النقد الفني والنقد الشخصي أصبح شائعًا، موضحًا: "لما أقول إن صوت مطرب لا يعجبني، هذا رأي فني.. لكن لما أجرحه شخصيًا، ده شيء آخر تمامًا وأنا لا أفعله"، لافتًا إلى أن النقد دائمًا يجب أن يوجه إلى الصفات الاعتبارية، لا الأشخاص.

وسرد الشناوي موقفًا شخصيًا جمعه بالمخرج الكبير صلاح أبو سيف، قائلاً: "بعد ما شفت فيلمه الأخير السيد كاف، وكان عرضًا خاصًا جدًا في مبنى التليفزيون، ما عرفتش أقول له رأيي السلبي، فقلت له مبروك فقط"، متابعًا: "هو حس إن رأيي سلبي، خصوصًا لما ما رضيتش أوصّله بعربيتي زي العادة".

ورغم النقد الذي وجهه الشناوي لاحقًا للفيلم في مقال صحفي، أصر صلاح أبو سيف على دعوته بعد ذلك بعامين للحديث عنه في احتفالية عيد ميلاده الـ80، وكان يعلم تمامًا برأيه، وهو ما وصفه الشناوي بـ"قمة السمو الفني والإنساني".

وعن حال الصحافة الفنية اليوم، قال الشناوي: "للأسف لم نعد نميز بين النقد البناء والهدام، لأن المفاهيم أصبحت نسبية وليست مطلقة، فلو كتبت عن فيلم إنه ضعيف سيقولون إنه نقد هدام، ولو كتبت إنه عظيم سيعتبرونني ناقدًا بنّاءً"، مؤكداً أن رد الفعل أصبح معيار الحكم وليس مضمون النقد ذاته.

وأشار الشناوي إلى أن الفنان عادل إمام سبق وزعل منه في بعض الأحيان، كما حدث حين انتقد رأيه في نجيب الريحاني، لكنه عاد ورضي عنه في مواقف أخرى، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة بين الناقد والفنانين، التي قد تتأرجح لكنها يجب ألا تخرج عن إطار الاختلاف الراقي.