إنشاء قواعد بيانات لزيادة أعداد الجاموس المصري وإنتاج اللحوم والألبان

استعرض علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تقريرًا عن الجاموس المصري، تلقاه من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، مُتضمنًا حالة الجاموس وأهميته الاقتصادية ودوره في منظومة إنتاج اللحوم والألبان.
أعلنت وزارة الزراعة، في التقرير، أنها بتكليفات من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي تقوم بتنفيذ عملية حصر شاملة لأعداد الجاموس في مصر سنويًا، كجزء من الحصر الميداني العام للثروة الحيوانية لرفع كفاءة المنظومة ووضع برامج النهوض بالثروة الحيوانية لزيادة إنتاج مصر من اللحوم والألبان.
قواعد بيانات إلكترونية لـ الجاموس المصري
من جانبه، أشار وزير الزراعة، إلى أن هذه الإجراءات والجهود لابد أن تنعكس في بناء قواعد بيانات إلكترونية أكثر دقة، التي تُعد بمثابة أداة حيوية لدعم اتخاذ القرار، فيما يتعلق بقواعد التحسين الوراثي للثروة الحيوانية خصوصًا الجاموس المصري؛ نظرًا لأنه الأكثر تحملًا للآثار السلبية للتغيرات المناخية، موضحًا أن ذلك سيسهم في زيادة إنتاجية اللحوم والألبان، كذلك في تحسين دخل صغار المزارعين في مصر، وتوفير الأمصال واللقاحات البيطرية، وإدارة التغذية السليمة لزيادة الإنتاجية للثروة الحيوانية.
خصائص مميزة لـ الجاموس المصري
وشدد فاروق، على أن مصر لديها برامج لدعم منظومة تربية الجاموس المصري لتحسين إنتاجيته من اللحوم والألبان، مُوضحاً أن السلالات المصرية أكثر تحملًا للآثار السلبية للتغيرات المناخية.
فيما أوضح التقرير الذي أصدرته وزارة الزراعة أن الجاموس المصري يتميز بالعديد من الخصائص، من حيث تحمله لدرجات الحرارة والرطوبة العالية وتكيفه مع البيئة المصرية، كما يتصف بالمقاومة الطبيعية للأمراض مقارنة بالسلالات الأخرى، مُشيرًا إلى أن عمليات التحسين الوراثي للجاموس المصري تخضع إلى العديد من القواعد والضوابط النظامية على أسس علمية.
وأضاف التقرير، أن هذه الإجراءات من شأنها الحفاظ على السلالة المصرية والعمل على تحسينها بشكل علمي تطبيقي، وذلك من خلال الخلط والتهجين بين السلالات المحلية المقاومة للأمراض والمتأقلمة مع الظروف البيئية المصرية، والسلالات المستوردة عالية الإنتاجية، مُوضحًا أن ذلك يتم من خلال تقنيات التلقيح الاصطناعي للحصول على سلالات تتميز بالإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض، بما يتناسب مع الظروف المناخية المصرية، ولا يتم السماح بدخول قصيبات السائل المنوي للسلالات الأجنبية عالية الإنتاجية إلا من خلال ضوابط وقواعد تربوية ومحجرية لضمان عدم العشوائية، والحصول على أجيال تتميز بمعدلات الأداء العالي.
وأوضح التقرير، أن الجاموس المصري يتميز بأنه حيوان ثنائي الغرض، يتميز بقدرته العالية لإنتاج الألبان واللحوم، وقدرته على التغذية على العلائق الناتجة من المتبقيات الزراعية مثل متبقيات الناتجة عن زراعة محصول القمح والمحاصيل الحقلية قليلة التكلفة، والنواتج الثانوية للصناعات الغذائية، موضحًا أن أعداد الجاموس في مصر تشهد نموًا وتطورًا ملحوظًا خلال الفترة من 2020 إلى 2024، حيث بلغ إجمالي عدد رؤوس الجاموس في عام 2020 حوالي 1.3 مليون رأس، منها 341 ألف رأس من عجول التسمين و958 ألف رأس من الإناث.
وأضاف تقرير وزارة الزراعة، استمرار هذا النمو ليصل العدد في عام 2022 إلى حوالي 1.4 مليون رأس منها 414 ألف عجول تسمين ومليون رأس إناث، وارتفع إجمالي أعداد الجاموس إلى حوالي 1.5 مليون رأس عام 2024 منها 450 ألف عجول تسمين و1.1 مليون رأس إناث، مما يمثل زيادة تقدر بنحو 18% مقارنة بأعداد عام 2020 بسبب حزمة من التسهيلات التي قدمتها وزارة الزراعة لتشجيع تربية عجول البتلو من الجاموس والابقار.
وأوضح التقرير، أنه تم توفير قروض ميسرة لتمويل عمليات تربية الجاموس ورعايته وتغذيته، مما يسهل على المربيين تطوير مشاريعهم والتوسع فيها، مُشيرًا إلى أن تربية الجاموس شهدت تطورًا ملحوظًا مع ظهور مزارع نظامية متخصصة في إنتاج الجاموس، سواء للألبان أو اللحوم، وتبرز من بينها مزارع نموذجية تابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
وشدد التقرير، على أنه في إطار دعم الدولة المصرية للجاموس المحلي، فقد عملت وزارة الزراعة على تسهيل عمليه تأسيس الرابطة المصرية للجاموس المصري، إضافةً إلى أن الوزارة تعاونت مع البنوك الوطنية بتوفير منظومة إرشادية لخدمة مربي الجاموس والنهوض بها.
وأوضح التقرير، أنه انطلاقًا من استراتيجية شاملة للتحسين الوراثي للثروة الحيوانية، فقد شهد قطاع الجاموس المصري تطوراً ملحوظاً بدعم وتوجيه من القيادة السياسية ووزارة الزراعة، وأشار التقرير إلى أن نسبة مساهمة الجاموس في إنتاج اللحوم الحمراء تبلغ حوالي 28% من إجمالي الإنتاج المحلي، أما بالنسبة لإنتاجه من الألبان فهو يمثل حوالي 23% من إجمالي الألبان المنتجة محليًا.
وأشار التقرير، إلى أن جهود وزارة الزراعة ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية على صعيد الإنتاج، بما ساهم في تحسين إنتاجية مربي الجاموس، وبالتالي تحسين دخولهم، حيث ارتفع معدل النمو اليومي لعجول الجاموس المحسّن وراثيًا إلى 1200 جرام، مقارنة بـ850 جرامًا فقط للجاموس غير المحسن، بزيادة أكثر من 40٪ في معدل النمو اليومي، كما تضاعف إنتاج الألبان اليومي ليبلغ من «10 إلى 16» كجم لبن للجاموس المحسن، مقابل متوسط 5 كجم لبن فقط للجاموس غير المحسن بزيادة تقترب من 100٪ مما يعزز الأمن الغذائي والعائد الاقتصادي.