ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم بعد تراجع ملحوظ

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بتراجع سعر صرف الدولار الأمريكي.
ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا
وسجلت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم ارتفاعًا بنحو 10 جنيهات للجرام مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليسجل سعر الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري – نحو 4530 جنيهًا للجرام، بينما صعد سعر الأوقية عالميًا بمقدار 37 دولارًا ليبلغ 3308 دولارات.
وشهدت باقي الأعيرة زيادات مماثلة، حيث سجل الذهب عيار 24 مستوى 5177 جنيهًا، وبلغ سعر الذهب عيار 18 نحو 3883 جنيهًا، فيما وصل الذهب عيار 14 إلى 3020 جنيهًا، وسجل سعر الجنيه الذهب نحو 36240 جنيهًا.
ارتفاع بعد تراجع ملحوظ
يُذكر أن الذهب كان قد تراجع في تعاملات أمس بمقدار 45 جنيهًا للجرام، حيث انخفض عيار 21 من 4565 إلى 4520 جنيهًا، رغم الارتفاع الطفيف في سعر الأوقية الذي تحرك من 3271 إلى 3325 دولارًا.
تغيّرات في سلوك المستهلك المصري تجاه الذهب
وفي الجانب المحلي، شهد سلوك المستهلك المصري "تحولات جوهرية" تجاه الذهب، حيث كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي للربع الثاني من عام 2025 عن تراجع في الإقبال على المشغولات الذهبية، مقابل عودة جزئية للاستثمار المباشر في السبائك والعملات.
ولم يعد ينظر إلى الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا تقليديًا فقط، بل أصبح أداة مرنة لإدارة المخاطر، تتأثر قرارات شرائه أو بيعه بالعوامل الاقتصادية المحلية والدولية، وتقلبات الأسعار، وقيمة الجنيه أمام الدولار.
تراجع ملحوظ في مشتريات المشغولات الذهبية
وأظهرت البيانات تراجعًا بنسبة 17% في مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية خلال الربع الثاني من عام 2025، لتسجل 5.7 طن، مقارنة بـ6.9 طن في نفس الفترة من العام الماضي، وأقل من مستوى الربع الأول من العام الحالي الذي بلغ 6.4 طن.
ويرجع هذا التراجع إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصة مع استمرار ارتفاع سعر الدولار الذي تجاوز حاجز 50 جنيهًا، إلى جانب التذبذبات الحادة في أسعار الذهب عالميًا، مما دفع العديد من المستهلكين إلى تأجيل قرارات الشراء، أو اللجوء إلى البيع لتحقيق أرباح سعرية، بدلًا من الشراء بغرض الادخار أو الاستثمار طويل الأجل.
عودة حذرة للاستثمار في السبائك والعملات الذهبية
أما بالنسبة للاستثمار في الذهب على هيئة سبائك وعملات، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي انخفاضًا في المشتريات بنسبة 23% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2025، لتبلغ 5.9 طن، إلا أنها كانت أعلى من مستويات الربع الأول التي سجلت 4.7 طن.
وأصبح المستهلك المصري أكثر وعيًا تجاه تحركات أسعار الذهب، ويتخذ قراراته بناءً على تحليلات دقيقة، سواء بالشراء عند هبوط الأسعار أو البيع عند تحقيق أرباح، ما يعكس نضجًا متزايدًا في ثقافة الاستثمار والادخار.
التوقعات المستقبلية لسوق الذهب في مصر
من المتوقّع استمرار حالة الحذر في الطلب على المشغولات الذهبية خلال الفترة المقبلة، مع إمكانية حدوث انتعاش تدريجي في مبيعات السبائك والعملات إذا استمرت الأسعار في الارتفاع أو حافظت على استقرارها.
ولا يزال الذهب يمثل عنصرًا مهمًا في الثقافة الاقتصادية للمصريين، لكن طريقة التعامل معه تغيّرت جذريًا، حيث أصبح يُستخدم بمرونة كأداة لحفظ القيمة وإدارة المخاطر، وهو ما تؤكده التحولات الأخيرة في سلوك المستهلكين والأرقام الرسمية.