نيابة الوادي الجديد تحقق في وفاة رضيعة 9 أشهر بعد ربط أطرافها لمنع فرط الحركة
واقعة مؤلمة شهدتها محافظة الوادي الجديد، الأربعاء، بعد وفاة رضيعة تبلغ من العمر 9 أشهر في ظروف مأساوية بقرية النهضة التابعة لمركز الفرافرة، حيث لقيت الطفلة "ن.ي.ت" مصرعها عقب قيام والديها بربط أطرافها لمنع فرط الحركة لديها، مما يعيد إلى الواجهة قضية التعامل الخاطئ مع الأطفال ذوي احتياجات خاصة في الأسر المصرية.
تفاصيل الواقعة المأساوية
كشفت تحقيقات وحدة مباحث الفرافرة عن تفاصيل صادمة للحادث، حيث تبين أن الرضيعة سقطت من أعلى السرير بالمنزل، وبدأت في صدم رأسها بالأرض بشكل متكرر نتيجة فرط الحركة لديها، مما دفع الوالدين إلى اتخاذ قرار خاطئ بربط يديها وقدميها بهدف تهدئتها والتمكن من النوم على أمل الكشف الطبي عليها في اليوم التالي.
وفوجئت الأسرة صباح اليوم الأربعاء بوفاة الطفلة، في ظل المعاناة من ضعف الصحة العامة التي كانت تعاني منها، حيث جرى نقلها على الفور إلى مستشفى الفرافرة المركزي، وجرى تحرير محضر بالواقعة وإحالتها للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات العاجلة.
تدخل النيابة العامة والطب الشرعي
أمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة لوفاة الرضيعة، حيث جاري نقل الجثة بسيارة إسعاف من مركز الفرافرة إلى مشرحة مستشفى الخارجة التخصصي لحين وصول الطبيب الشرعي من محافظة أسيوط تنفيذاً لقرار النيابة العامة، في خطوة للكشف عما إذا كانت الوفاة ناتجة عن ربط الأطراف أم لأسباب صحية أخرى.
وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات جارية لتحديد مدى مسؤولية الوالدين عن الواقعة، وما إذا كان التعامل الخاطئ مع حالة فرط الحركة لدى الطفلة قد تسبب في وفاتها أم لا، حيث ستكشف نتائج الطب الشرعي عن حقيقة ما حدث.
فرط الحركة عند الأطفال: التحدي والحلول
تعد هذه الواقعة المؤلمة جرس إنذار للأسر المصرية حول ضرورة التعامل الصحيح مع الأطفال ذوي فرط الحركة، حيث يشير خبراء الطب النفسي إلى أن الحوادث والإصابات التي يتعرض لها الأطفال في سنواتهم الأولى تزداد بازدياد قدرة الطفل على الحركة، مما يتطلب متابعة طبية متخصصة وليس حلولاً منزلية خاطئة.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر على نسبة كبيرة من الأطفال، حيث يتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً وليس تقييداً جسدياً، فالتعامل الخاطئ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة كما حدث في هذه الواقعة المؤسفة.
