بينهم إسبانيا وألمانيا.. دول تنظم جسر جوي لكسر الجوع في غزة

بدأت العديد من الدول تحركا إنسانيا واسعًا لدعم سكان قطاع غزة الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب الحصار ونقص الغذاء والدواء.
وفي هذا الإطار، قامت عدة دول بتنظيم جسر جوي لإسقاط مساعدات إنسانية عبر المعابر الحدودية، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين، وخاصة في ظل تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية التي تهدد حياة الآلاف، لا سيما الأطفال والنساء.
الإمارات
استأنفت الإمارات الأحد، عمليات "طيور الخير" للإسقاط الجوي للمساعدات على قطاع غزة، إلى جانب تسيير قوافل المساعدات الإنسانية.
وتضمنت القافلة 38 شاحنة، شملت 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية وحليب الأطفال، إضافة إلى 20 شاحنة محملة بأنابيب وخزانات ومعدات مخصصة لتشغيل خط المياه الجديد، الذي سيمتد انطلاقا من محطة التحلية الإماراتية في مصر حتى منطقة النزوح الواقعة بين رفح الفلسطينية وخان يونس بطول 7 كيلومترات وتنتج 2 مليون جالون يوميا.
ألمانيا
اعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس الاثنين أن بلاده ستقيم مع الأردن "جسرا جويا للمساعدات الإنسانية" مع قطاع غزة، بهدف مساعدة سكانه الذين يواجهون "مستويات مقلقة" من سوء التغذية بحسب الأمم المتحدة.
وقال المستشار خلال مؤتمر صحافي في برلين إن "وزير الدفاع بوريس بيستوريوس سيعمل بتنسيق وثيق مع فرنسا وبريطانيا المستعدتين أيضا لإقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية".
وأضاف ميرتس الذي يستقبل الثلاثاء الملك الأردني عبد الله الثاني في برلين "نعلم أن هذا الأمر لا يمثل سوى مساعدة ضئيلة لسكان غزة، لكنه مع ذلك مساهمة ونحن سعداء بتقديمها".
ودعا المستشار الألماني الذي يعد من أبرز داعمي إسرائيل في الحرب ضد حركة حماس، الدولة العبرية إلى "تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة فورا وعلى نحو كامل ومستدام"، معتبرا أن التدابير التي اتّخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نهاية الأسبوع هي مجرّد خطوة أولى.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول سيتوجّه إلى المنطقة الخميس للدفع قدما بالمفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لافتا إلى أنه يعتزم التحدّث مجددا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الإثنين.
إسبانيا
ومن جانبها أعلنت إسبانيا الإثنين أنها تعتزم إلقاء 12 طنا من المساعدات الغذائية جوا فوق غزة هذا الأسبوع، وسط تفاقم خطر المجاعة في القطاع المحاصر والمدمر.
وأوضح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي ينتقد بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حركة حماس، خلال مؤتمر صحافي أن عمليات إلقاء المساعدات ستتم الجمعة انطلاقا من الأردن بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الإسباني.
وقال "المجاعة في غزة عار على البشرية أجمع، ووقفها هو بالتالي واجب أخلاقي".
وأوضحت وزارة الدفاع أن هذه المساعدات ستوزع في عملية مماثلة لما جرى في مارس 2024 حين سلمت إسبانيا 26 طنا من المواد الغذائية لغزة.
الأردن ومصر
كما بدأت شاحنات المساعدات المصرية، الأحد؛ التحرك من أمام معبر رفح من الجانب المصري، في اتجاه قطاع غزة، محملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين.
وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" الأحد، أن عشرات من الشاحنات بدأت في التحرك من الجانب المصري من معبر رفح، تحمل أطنانا كبيرة من المساعدات الإنسانية، مُتجهة إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدا لدخولها إلى قطاع غزة.
كذلك، أعلن الأردن الأحد تسيير قافلة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة زيكيم بين إسرائيل وشمال قطاع غزة.
وقالت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية في بيان إن "القافلة تتكون من 60 شاحنة محملة ب962 طن من المواد الغذائية، جرى تجهيزها بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وبرنامج الأغذية العالمي والمطبخ المركزي العالمي" مضيفة "ستتبع هذه القافلة دفعات إضافية من المساعدات خلال الأيام المقبلة".
إنشاء مراكز لتوزيع الطعام
والإثنين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتطرّق إلى الآن بإسهاب إلى الكارثة الإنسانية في غزة، إن هناك مؤشرات إلى "مجاعة حقيقية" في قطاع غزة، معلنا أن واشنطن "ستُنشئ مراكز لتوزيع الطعام".
ويرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار تفرضه إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس.
والأحد استؤنف إسقاط المساعدات من الجو في غزة فيما أعلنت إسرائيل "تعليقا تكتيكيا" يوميا محدودا لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع.
ظروف تشبه المجاعة
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى تدفق ثابت لإمدادات المساعدات على مدى طويل لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في غزة، وذلك بعدما اضطرت إسرائيل إلى تخفيف القيود المفروضة على القطاع بسبب زيادة الضغوط عليها.
وذكرت وزارة الصحة في غزة الاثنين أن 14 شخصا على الأقل ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع عدد من ماتوا بسبب الجوع إلى 147 شخصا، من بينهم 89 طفلا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية فقط.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه تم إرسال 60 شاحنة مساعدات إلى غزة لكن هذا العدد أقل من احتياجات سكان القطاع.
وقال سامر عبد الجابر المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا "60 شاحنة لا تكفي بالتأكيد، وبالتالي نهدف في الوقت الراهن إلى إدخال 100 شاحنة يوميا إلى غزة".
وذكر البرنامج أن ما يقرب من 470 ألف شخص في غزة يعانون من ظروف تشبه المجاعة، وأن هناك 90 ألف امرأة وطفل بحاجة إلى علاجات غذائية متخصصة.
وأضاف عبد الجابر "لا يمكنني القول إننا سنتمكن حقا من تفادي المخاطر في غضون أسبوع، يجب أن تكون (المساعدات) مستمرة وبكميات كبيرة".