رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

السودان يطلب إنهاء بعثة التقصي الأممية وسط حديث عن انتهاكات

نشر
السودان
السودان

أبلغت السلطات السودانية رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، برغبتها في إنهاء مهام بعثة تقصي الحقائق الأممية، وسط تقارير تفيد برصد أدلة ومعلومات كافية حول جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها كتائب إخوانية في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني بوسط البلاد، إضافة إلى مزاعم باستخدام أسلحة كيميائية في عدد من المناطق.


وأكد خبراء قانونيون لموقع "سكاي نيوز عربية" أن السودان لا يملك الحق في إنهاء مهمة البعثة التي تم تشكيلها في أكتوبر 2023، بموجب قرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك للتحقيق في جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، وإثبات الوقائع والظروف والأسباب الجذرية لها.

وأوضح المحامي معز حضرة لموقع "سكاي نيوز عربية": "الإعلان عن الرغبة في إنهاء مهمة البعثة يؤكد حجم الورطة القانونية الكبيرة التي تواجهها حكومة بورتسودان، بسبب ارتكاب مقاتلين تابعين للجيش انتهاكات خطيرة يعاقب عليها القانون الدولي بأشد العقوبات".

وأضاف: "عُقدت خلال الأشهر الماضية العديد من المحاكمات الجائرة التي صدرت بموجبها أحكام ضد أشخاص مدنيين بسبب انتمائهم العرقي أو الجهوي أو السياسي، وهو أمر يجرّمه القانون الدولي".


وقال وزير العدل السوداني عبد الله درف، عقب لقائه بنويصر في بورتسودان يوم الاثنين، إن الحكومة السودانية أبلغته برغبتها في إنهاء مهمة البعثة، مضيفًا: "الحديث عن انتهاكات أو محاكمات غير عادلة دون معلومات تفصيلية أمر لا تقبله الحكومة السودانية".

لكن رحاب مبارك، عضو مجموعة "محامو الطوارئ"، أكدت لموقع "سكاي نيوز عربية" أن بعثة التقصي الأممية تمتلك أدلة ومعلومات موثقة استقتها من مجموعات ومنظمات حقوقية ترصد الانتهاكات الكبيرة على الأرض.
واتهمت مبارك وزير العدل السوداني بمحاولة التستر على الجرائم الكبرى التي ارتكبتها مجموعات إخوانية تقاتل إلى جانب الجيش، مثل كتيبة البراء وقوات درع السودان، موضحة: "رصدنا خلال الأشهر الماضية المئات من الجرائم التي ارتكبها مقاتلون تابعون للجيش في الخرطوم وود مدني، وراح ضحيتها المئات من المدنيين العُزّل".

وفي تصريحات سابقة، أكد رضوان نويصر، الخبير الأممي المعني بحقوق الإنسان في السودان، تعرّض السكان المدنيين لمستويات غير مسبوقة من العنف والمعاناة، ووصف نطاق وحجم انتهاكات حقوق الإنسان في السودان بالمروّع.

وأودت الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، بحياة أكثر من 150 ألف شخص، وأجبرت نحو 15 مليونًا على الفرار من منازلهم.

وتتهم تقارير حقوقية أطرافًا مقاتلة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت عمليات إعدامات ميدانية وقطع رؤوس وبقر بطون، إضافة إلى قصف جوي أدى إلى مقتل الآلاف من ضحايا الحرب.