«المهرجان القومي للمسرح» يحتفي بنجم البانتومايم أحمد نبيل

عقدت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، مساء اليوم الثلاثاء، ندوة تكريمية للفنان القدير أحمد نبيل، أحد أبرز وجوه الأداء الفني المتفرد؛ احتفاء بتاريخه الطويل والمميز، وبمناسبة صدور كتاب "الصامت الضاحك" الذي يوثق سيرته الفنية والإنسانية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان.
شارك في حضور الندوة مجموعة من النقاد والصحفيين، وأدارتها الكاتبة الصحفية هبة محمد علي، بمشاركة معد الكتاب الكاتب محمود التميمي.
وقالت الكاتبة الصحفية هبة محمد علي: "إننا حين نتحدث عن الفنان أحمد نبيل، فنحن لا نستعيد مجرد سيرة فنية، بل نفتح بابا على فنان نادر، آمن بأن الإبداع لا يحتاج إلى صخب، بل إلى صدق، فبصمته في الأداء الصامت كانت أبلغ من الكلام، وحضوره الإنساني قبل الفني كان كفيلا بأن يترك أثرا لا ينسى في كل من اقترب منه، وأحمد نبيل هو الفنان الذي جعل من البساطة مدرسة، ومن الصمت لغة، ومن الحركة حياة، واليوم، لا نحتفي بتكريمه فحسب، وإنما نحتفي بتجربته التي أثرت الوجدان قبل أن تُدوَّن في كتاب."
واستعرض الفنان أحمد نبيل خلال الندوة، محطات مؤثرة من حياته، لافتا إلى أنه اتخذ قرار اعتزال الفن عام 2012 بعدما شعر بأنه لم يعد هناك مكان حقيقي لفنه في المشهد العام، مشيرا إلى أنه كان منذ صغره مفتونا بالحركة أكثر من الكلمة، ولم يجد نفسه في فن الإلقاء أو النكتة بقدر ما وجدها في التعبير الجسدي وتقديم المشاهد الصامتة والكوميديا الحركية.
وعن تجربته مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، أوضح نبيل أنه التحق بالفرقة قبل انضمام الفنان الضيف أحمد، وأنه شارك معهم في أعمال ناجحة مثل "حواديت" و"براغيت"، كما كان له دور خلف الكواليس كمساعد مخرج في فيلم "لسنا ملائكة"، منوها إلى أن هذه المرحلة كانت بوابة انطلاقته، لكنها لم تكن نهاية الرحلة، حيث بدأ اهتمامه الجاد بفن البانتومايم في منتصف السبعينيات، بعد عودته من منحة دراسية في موسكو، ليتحول إلى أحد أبرز وجوه هذا الفن في مصر.
وروى الفنان أحمد نبيل كواليس اختياره للتميمي لكتابة سيرته، لافتا إلى أنه التقى به صدفة في الإسكندرية، وبعد متابعته لعدد من المقالات التي كتبها عنه، قرر أن يمنحه الثقة الكاملة لكتابة رحلته، قائلا: "إنني أعطيته كل أرشيفي الشخصي، وكل ما كتب عني على مدار حياتي، وكان بمثابة ابني، وأردت أن يكون الكتاب صادقا وعميقا".
وعن بداياته الفنية، قال نبيل إنني كنت أقلد الضيوف الذين يزوروننا في المنزل، والمدرسين في المدرسة، وكنت أعشق الأفلام الصامتة، وخاصة مشاهد شارلي شابلن، حتى أنني كنت أرتدي زيه وأؤدي مشاهد من ابتكاري.
وأوضح أن لقائه الأول مع مصطلح 'البانتومايم' جاء عام 1960، حين قدمه مدير مكتبة الإسكندرية لهذا الفن وأهداه كتبا مترجمة عنه، وبدأ يتدرب بجهد حتى حصل على منحة للدراسة بالخارج وحققت المركز الثالث بين 43 دولة.
من جانبه، قال الكاتب محمود التميمي إن كتابه "الصامت الضاحك" لا يقتصر على توثيق تجربة أحمد نبيل مع فن البانتومايم فقط، بل يرصد مسيرته الكاملة منذ نشأته في الإسكندرية وحتى لحظة اعتزاله، مرورًا بكافة المحطات الفنية والإنسانية التي شكلت شخصيته وأعماله، قائلا: " كتبت هذا الكتاب بروح الطفل الذي أحب أحمد نبيل منذ الثمانينيات، وكنت أراه كائنا استثنائيا في أدائه وتكوينه، والكتاب وفاء لهذا الطفل، ولتجربة فنية وإنسانية تستحق التوثيق".