ضحايا ومصابون إثر اشتباكات بين فصائل محلية في السويداء جنوب سوريا

لقي عدد من الأشخاص مصرعهم بينهم طفلان، وأصيب آخرون، في السويداء جنوبي سوريا جراء اشتباكات اندلعت في حي "المقوس" شرقي المدينة، بين فصائل محلية وعشائر في المحافظة، وذلك على خلفية حادثة سلب وقعت على طريق دمشق استهدفت تاجرًا من السويداء أدت إلى عمليات خطف متبادلة، قبل أن يتصاعد التوتر إلى نزاع مسلح.
ونقلت قناة "الإخبارية" الرسمية عن العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، أن الوضع في محيط حي "المقوس" قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق- السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تُبذل لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.
وذكرت منصات محلية أن الاشتباكات أودت بحياة 13 شخصاً وأصابت أكثر من 50 آخرين، بينما تصل الإصابات إلى مستشفيات المدينة، حيث عُرف من أسماء الضحايا (الطفل يمان مقلد، ونبيل الحلو، وعامر كوكاش، وعماد الأطرش، وعمر منذر، ورائد القنطار).
ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى ضبط النفس وتحكيم العقل والحوار، محذراً من "محاولات إيقاع الفتنة أو دفع الأمور نحو الطريق المسدود".
وقال في بيان رسمي: "نثمّن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائر لاحتواء التوتر"، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية السوريين واستعادة حقوقهم.
الرئاسة الروحية للدروز تدعو وقف الاقتتال
واستنكرت "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز" التوترات في المحافظة، والتي وصفتها بأنها "فتنة خفية ومقيتة"، مؤكدة في بيان على أن "درء الفتنة هو واجب وطني وأخلاقي لا حياد عنه، ودماء أبنائنا خط أحمر لا يجوز التساهل فيه أو المتاجرة به تحت أي ذريعة أو غاية".
ودعت الرئاسة الروحية، التي يُمثلها شيخ العقل حكمت الهجري، الحكومة السورية إلى "ضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء، وإبعاد العصابات المنفلتة عنه".
وأضافت: "نحن إذ نحرّم الاعتداء وندينه بكل أشكاله، لكننا في الوقت نفسه نرفض القبول باستمرار الظلم أو السكوت عن الانتهاكات المتكررة التي تطال أهلنا وطرقنا وكرامتنا"، داعياً إلى "تغليب صوت الحكمة والمسؤولية، والوقوف صفاً واحداً لرفض الفوضى ومخططات التفرقة، مع تأكيدنا على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وأمننا، دون الانجرار إلى أتون الفتنة التي لا تخدم إلا أعداء الجبل وسوريا".
وطلبت الرئاسة الروحية للدروز من كل الأطراف "وقف الأعمال القتالية، وإحلال السلم الأهلي من جديد، والتهدئة بين أبناء السويداء والعشائر في كل كافة مناطق السويداء".
كيف بدأ التوتر؟
وبدأ التوتر بعد وقوع عملية سلب سيارة محملة بالخضار على طريق دمشق السويداء، في وقت سابق الخميس، حيث احتجز مسلحون السائق فضل الله دوارة لعدة ساعات بين منطقتي خربة الشياب والفيلق الأول بريف دمشق، بعد تجاوزه حاجزاً أمنياً بفترة وجيزة، ثم أطلقوا سراحه بعد سلبه كل ما يملك، ثم قام أقارب دوارة باحتجاز 8 مواطنين من أبناء العشائر، وعلى إثر ذلك نصبت مجموعة مسلحة تابعة للعشائر نقطة تفتيش في حي "المقوس" شرق السويداء واحتجزت 5 مواطنين.
وفي سياق التوترات، تعرّض حاجز لشرطة محافظة السويداء التابع لقيادة الأمن الداخلي، لاستهداف من مجموعة مسلحة من جهة منطقة براق على طريق دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين عناصر الشرطة والمسلحين.
كما استهدف المسلحون ذاتهم قرية "الصورة الكبيرة" في ريف السويداء الشمالي بقذائف الهاون خلال محاولتهم الهجوم على حاجز الشرطة.
ومنذ ساعات الصباح قطعت مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة من ريف دمشق، منها منطقة براق، طريق دمشق السويداء، ما دفع الحواجز الأمنية لإيقاف حركة المرور على الطريق.