تفاؤل بإمكانية الهدنة.. ترامب ونتنياهو يبحثان اتفاق غزة والملف الإيراني

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة عشاء خاصة في البيت الأبيض الاثنين، في لقاء أكد فيه ترامب أن الطرفين حققا معًا "نجاحات"، مبديًا تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال ترامب للصحفيين إن "حماس تريد التفاوض والتوصل إلى وقف إطلاق النار"، رغم ترجيحه أن يكون "العرض الحالي بشأن غزة الأخير".
وأعطى ترامب الكلمة لمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي قال إن هناك "فرصة لجلب السلام في غزة، ونأمل أن يتحقق ذلك قريبًا".
وأكد ترامب أنه "لا يعتقد بوجود عقبات أمام وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل"، معتبرًا أن "الأمور تسير بشكل جيد".
نوبل للسلام
بعد إعلانه ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، تناول نتنياهو الحديث عن مسألة تهجير الفلسطينيين، قائلاً إنه "يجب أن يتمكن سكان غزة من المغادرة إذا أرادوا ذلك"، مضيفًا: "نحن نعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد دول مستعدة لمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل، الأمر يتعلق بحرية الاختيار"، وفق زعمه.
وقدم نتنياهو نسخة من رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة، قائلاً خلال العشاء: إن الرئيس الأمريكي "يُرسي السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، في منطقة تلو الأخرى".
ولطالما اشتكى الرئيس الجمهوري من تجاهل لجنة نوبل النرويجية لجهوده في حل النزاعات بين الهند وباكستان، وكذلك بين صربيا وكوسوفو.
محادثات سرية
وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير، وتأتي في أعقاب الأمر الذي أصدره ترامب الشهر الماضي بشن غارات جوية أمريكية على مواقع إيران النووية لمساندة إسرائيل في هجماتها الجوية.
وساعد ترامب لاحقًا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يومًا.
وفي إشارة إلى الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قال ترامب: "آمل ألا نضطر إلى ذلك، لا أتوقع أننا سنفعله، فهم يريدون الاجتماع، وهم الآن في وضع مختلف عما كانوا عليه قبل أسبوعين".
وأضاف: "أعتقد أن الإيرانيين يحترمون إسرائيل أكثر، ويحترموننا أكثر، لقد كانوا لطفاء ومحترمين للغاية، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان بقاء إيران خالية من الأسلحة النووية".
وصرح المبعوث ويتكوف بأنه يتوقع استئناف المفاوضات مع إيران "قريبًا جدًا".
رؤية نتنياهو
وفي سياق متصل، شدد نتنياهو على أن: "يجب أن يتمتع الفلسطينيون بسلطة حكم أنفسهم، لكن ليس بسلطة إيذائنا. هذا يعني أن قوة الأمن في المنطقة يجب أن تبقى دائمًا بأيدينا، ولن يقبل أحد في إسرائيل بأي شيء آخر".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "أعتقد أننا سنصل إلى السلام مع جميع جيراننا في الشرق الأوسط بمساعدة قيادة ترامب".
كما أشاد ترامب بسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي حضر العشاء، قائلاً: "هناك أفق تاريخي في الشرق الأوسط"، وأضاف السفير هاكابي: "إن الشعور بالشراكة الذي منحتموه لمواطني إسرائيل بالغ الأهمية، وقد بعث برسالة إلى جميع أنحاء العالم مفادها أن أصدقاء أمريكا يمكنهم الوثوق بها، وعلى أعدائها أن يخشوها".
وعن سوريا، قال ترامب: "رفعنا العقوبات عن سوريا بناءً على طلب دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك نتنياهو نفسه".
نتنياهو: نعمل مع أمريكا على إيجاد «دول» تمنح الفلسطينيين مستقبلا أفضل
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه في البيت الأبيض مساء الإثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ثقته في أن حركة حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وردا على سؤال عما إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا".
وعلّق ترامب عن خطط نقل الفلسطينيين من قطاع غزة قائلا: "حصلت على تعاون كبير من الدول المجاورة لإسرائيل".
وأضاف: "نريد الوصول لوقف إطلاق النار بغزة وأمامنا فرصة للتوصل إلى صفقة سلام".
وفيما إذا كان حل الدولتين في الشرق الأوسط ممكنا، ردّ ترامب بالقول "لا أعرف".
من جانبه، قال نتنياهو إن إسرائيل "ستصنع السلام مع جيرانها الفلسطينيين الذين لا يريدون تدميرها" ولكن "القوة السيادية للأمن تبقى دائما في أيدينا".
وأكد نتنياهو أنه "في الإمكان تحقيق سلام في الشرق الأوسط"، مضيفا: "نعمل مع أمريكا على إيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلا أفضل".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: "قريبون من التوصل إلى اتفاق في غزة".
واندلعت الحرب على غزة بعدما هاجمت حماس جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ولا يزال نحو 50 رهينة في غزة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية اللاحقة على القطاع عن مقتل أكثر من57 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ونزح معظم سكان القطاع بسبب الحرب، وخلصت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص سيواجهون خطر المجاعة خلال أشهر.