رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

دروع حديدية وأزمات نقدية..من يدفع فاتورة المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

نشر
مستقبل وطن نيوز

في الوقت الذي تشتعل فيه السماء بالصواريخ، وتُضيء شاشات الأخبار بلقطات الدفاعات الجوية، تدور معركة أخرى أكثر هدوءًا لكنها لا تقل خطورة: معركة الاقتصاد. فالمواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران لا تستنزف فقط الأرواح والعتاد، بل تُثقل كاهل الطرفين بكلفة مالية مرعبة قد تعيد رسم ملامح اقتصادهما لسنوات.

صواريخ بملايين الدولارات.. والسماء لا تهدأ
كشفت تقارير غربية أن تكلفة تشغيل منظومة "القبة الحديدية" ومنظومات "آرو 3" و"مقلاع داوود" الإسرائيلية تصل إلى مئات الآلاف، بل ملايين الدولارات لكل عملية اعتراض واحدة.

على سبيل المثال، تُكلف صواريخ Arrow نحو 4 ملايين دولار لكل إطلاق.

بينما قد تصل تكلفة العمليات الدفاعية اليومية خلال التصعيد إلى 725 مليون دولار يوميًا، وفقًا لمصادر عسكرية غربية.

حرب بلا نهاية.. وخزائن تستنزف
وبرزت توقعات بأنه إذا استمر التصعيد العسكري لشهرين فقط، فإن الفاتورة المحتملة لإسرائيل قد تتجاوز 12 مليار دولار، لا تشمل بعد تكاليف إعادة الإعمار، وتعويضات الخسائر، ولا الأثر العميق على الاستثمارات، وسوق السياحة، والتوظيف.

أما إيران، التي تعاني أصلًا من عقوبات اقتصادية خانقة، فإن ضغوط الحرب قد تُعمق من أزمة التضخم الذي تجاوز حاجز 100%، وتفاقم الانكماش الاقتصادي المتوقع بنسبة تصل إلى 5% أو أكثر.

النفط يرتجف.. والمضائق في مرمى النار
كما أن الاقتصاد العالمي ليس بعيدًا عن ساحة المعركة. فقد أدّت تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا بنسبة قاربت 10%، ما يهدد بتأثير مضاعف على اقتصادات مستوردة للطاقة مثل مصر وتركيا.

كما حذّر مسؤولو شركات عالمية مثل "شل" من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى شلل تجاري مؤقت في شحنات النفط والغاز.

من الرابح الحقيقي؟
في مقابل الخسائر الشعبية الفادحة، تبرز شركات السلاح والنفط كالرابحين الأبرز. فقد سجلت بورصة تل أبيب ارتفاعًا في أسهم الصناعات العسكرية، كما سجلت شركات النفط الكبرى أرباحًا قياسية منذ بدء التصعيد.

في الوقت الذي تشتعل فيه السماء بالصواريخ، وتُضيء شاشات الأخبار بلقطات الدفاعات الجوية، تدور معركة أخرى أكثر هدوءًا لكنها لا تقل خطورة: معركة الاقتصاد. فالمواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران لا تستنزف فقط الأرواح والعتاد، بل تُثقل كاهل الطرفين بكلفة مالية مرعبة قد تعيد رسم ملامح اقتصادهما لسنوات.

خسرت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا خلال الحرب في مواجهة الصواريخ الإيرانية، خاصة على الدفاعات الجويّة حيث نظام ديفيد سلينج كلف حوالي 700,000 دولار في كل إطلاق بينما يصل تكلفة استخدام Arrow 3 إلى 4 ملايين دولار لكل اعتراض.

وقدّر إجمالي الإنفاق اليومي ما بين 725–200 مليون وحتى 1.5 مليار دولار في بعض التقديرات الأخرى .

إذا استمرّت الحرب لشهرين أو أكثر، فقد يصل إجمالي الكلفة الإيرانية والدفاعية إلى 12 مليار دولار شهريًا التلفيات الناجمة عن الهجمات الإيرانية على المنشآت (مباني، مصافي، بنى تحتية) كوقت إعادة البناء تُضاف إلى الخسائر، وقد تصل إلى مئات الملايين

التأثيرات الاحترازية على النمو والميزانية

وقبل تصاعد المواجهة الحالية، كانت إسرائيل قد تكبدت حرب غزة تكاليف تقدر بـ58–67 مليار دولار، أو ما يعادل نسبة بين 10–12% من الناتج المحلي الإجمالي .

وتضاعف العجز في الموازنة حتى وصل إلى 8–10% من الناتج المحلي، مع تراجع الاستثمار والهجرة المحتملة للمواهب .

حذر خبراء من أن استمرار الحرب قد يؤدي لانكماش في الاقتصاد يتراوح بين 1.5–3% سنويًا، خاصة مع تراجع التكنولوجيا والسياحة

الطرفنوع الضررالمديّة التقديرية
إسرائيلدفاعات يومية + إصلاح البنى التحتية700–4,000,000$ للصاروخ + 12 مليار شهريًا
إسرائيلتدني اقتصادي (حرب غزة)58–67 مليار$ عبر سنوات
إسرائيلعجز موازنة8–10% من الناتج السنوي
إيرانتدهور الريال، تضخم >100%انكماش اقتصادي ~5%
دول مجاورةخسائر تجارية وسياحيةنحو 10.3 مليار$ خلال أشهر
الاقتصاد العالميارتفاع النفط + اضطراب التجّارات البحرية+10% زيادة في الأسعار
عاجل