رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قُـ تـ لت أم انـ تـ حرت؟.. 24 عامًا على لغز رحيل سعاد حسني

نشر
مستقبل وطن نيوز

تحل اليوم 21 يونيو الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل أيقونة السينما العربية سعاد حسني، التي غادرت عالمنا عام 2001 في حادث مأساوي لا تزال تفاصيله مثارًا للجدل، بعدما سقطت من شرفة منزلها في العاصمة البريطانية لندن، لتغيب واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي، وتترك وراءها إرثًا فنيًا خالدًا ومجموعة من التساؤلات التي لم يُجب عنها الزمن.

ذكرى رحيل سعاد حسني

ولدت سعاد محمد كمال حسني البابا في حي بولاق بالقاهرة في 26 يناير عام 1943، لأسرة مصرية الأب من أصل سوري وأم مصرية، وانفصل والداها وهي في سن الخامسة، كانت العاشرة بين 16 شقيقًا وشقيقة، ومن أشهر إخوتها المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة، ورغم أنها لم تتلق تعليمًا نظاميًا، فإنها استطاعت أن تشق طريقها في عالم الفن بموهبة فطرية لافتة، اكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي، وأشركها في مسرحيته "هاملت" لشكسبير، ثم قدّمها المخرج هنري بركات في أول أعمالها السينمائية "حسن ونعيمة" عام 1958.

استطاعت سعاد حسني أن تفرض حضورها بقوة على الشاشة بموهبتها المتعددة، فجمعت بين التمثيل والغناء والاستعراض، لتصبح "سندريلا الشاشة العربية"، وتقدّم على مدار مسيرتها الفنية ما يقرب من 91 فيلمًا، منها أربعة أعمال خارج مصر، إلى جانب مسلسل تلفزيوني وحيد "هو وهي" مع أحمد زكي، وثمانية مسلسلات إذاعية، وكان آخر أعمالها السينمائية "الراعي والنساء" عام 1991 الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الإسكندرية السينمائي.

من أبرز أعمالها "صغيرة على الحب"، و"الزوجة الثانية"، و"الكرنك"، و"غروب وشروق"، و"أين عقلي"، و"شفيقة ومتولي"، و"خلي بالك من زوزو"، الذي حقق وقت عرضه نجاحًا غير مسبوق، وظل في دور العرض لأشهر طويلة، ما عزّز من مكانتها كواحدة من ألمع نجمات السبعينيات والثمانينيات.

حصدت سعاد حسني العديد من الجوائز، منها خمس جوائز كأفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري، وجائزة من المهرجان القومي للسينما عن دورها في "غروب وشروق"، كما كرّمها الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 في احتفالات عيد الفن، ونالت أيضًا جائزة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 عن دورها في "هو وهي".

عانت السندريلا في سنواتها الأخيرة من آلام مزمنة في العمود الفقري بدأت أثناء تصوير مسلسل "هو وهي" وتفاقمت مع تصوير فيلم "الدرجة الثالثة"، لتبدأ بعدها رحلة علاج طويلة تنقّلت فيها بين فرنسا وإنجلترا، انتهت بوفاتها المأساوية في 21 يونيو 2001، وسط تضارب في الروايات بين الانتحار والقتل، وهو الجدل الذي لم يُحسم حتى اليوم.

حياتها العاطفية كانت مليئة بالتقلبات، فقد تزوجت خمس مرات، أولها زواج عرفي غير موثّق من عبد الحليم حافظ، أكّده عدد من المقربين منها لاحقًا، ثم تزوجت المخرج صلاح كريم وانفصلت عنه عام 1968، وبعدها ارتبطت بالمخرج علي بدرخان في زواج استمر 11 عامًا، وتزوجت لاحقًا زكي فطين عبد الوهاب نجل الفنانة ليلى مراد، لكن الزواج لم يدم طويلاً بسبب رفض والدته، وكان زواجها الأخير من السيناريست ماهر عواد، الذي ظلت زوجته حتى وفاتها.

من المفارقات اللافتة أن يوم رحيلها يوافق نفس يوم ميلاد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو، وكأن الحياة أرادت أن توثّق رابطًا أبديًا بين نجمين سكنهما الفن والحب والقدر، وقد شُيّعت سعاد حسني في جنازة مهيبة خرج فيها الآلاف مودعين سندريلا الشاشة التي حفرت اسمها بحروف من ذهب في وجدان ملايين العرب، ولا تزال ذكراها تعيش في القلوب كما لو أن الزمن توقّف عند ابتسامتها.

عاجل