«ليلة سقوط الجنرالات».. تفاصيل عملية «الأسد الصاعد» الإسرائيلية للهجوم على إيران

ليلة سقوط الجنرلات، وانطلاق عملية «الأسد الصاعد» التي بدأتها إسرائيل في الساعة الـ3:30 من فجر الجمعة بالتوقيت المحلي في طهران؛ حيث بدأت إسرائيل أولى هجماتها على إيران، التي شملت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.
وكشفت إسرائيل أنها نفذت "ضربة دقيقة واستباقية" ضد إيران، معلنة عن وجود تهديد وشيك من برنامجها النووي، وأعلنت حالة طوارئ في الداخل بينما يستعد الإسرائيليون لهجوم انتقامي.
وحذر كبار المسؤولين من احتمال نشوب صراع طويل الأمد، مشيرين إلى أن طهران تملك القدرة على إلحاق أذى كبير بإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب تلفزيوني: "قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية الأسد الصاعد، وهي عملية عسكرية مُحددة الهدف لدحر التهديد الإيراني الذي يُهدد وجود إسرائيل".
وأضاف نتنياهو في كلمة مصورة، صباح الجمعة: "ستستمر هذه العملية لأيام عديدة لإزالة هذا التهديد".
وأعلن أن إسرائيل استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية في نطنز.
كما استهدفت إسرائيل قادة إيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا حتفهما خلال الضربات.
ما المقصود بـ«الأسد الصاعد»؟
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق، الذي شنته على إيران بواسطة أكثر من 100 طائرة مقاتلة، وحمل اسم "الأسد الصاعد"، مستوحى من نص توراتي.
ووفقا للنص التوراتي، المقتبس من "سفر الصحراء" فإن التسمية تعني "عام كلفي تاني"
הן עם כלביא יקום וכארי יתנשא לא ישכב עד יאכל טרף וגם חללים ישתה
وترجمة النص التوراتي أعلاه إلى العربية هي: "شعب كالأسد يقوم.. وكالليث يشرئب.. لا ينام حتى يأكل فريسته ومن دم ضحاياه يشرب"
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيل اسم "الأسد الصاعد" على العملية العسكرية ضد إيران، واستهدف فيها البرنامج النووي الإيراني، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بدوره أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس حالة الطوارئ، بينما عقد نتنياهو اجتماعًا للحكومة وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، إن بلاده فاجأت إيران بالضربات، مؤكدة استعداد تل أبيب للرد المتوقع من قبل طهران.
وأضاف إيال زامير في إحاطة له منذ قليل: "نتبع كل الطرق الممكنة لإزالة التهديد الإيراني وسنستمر في العمل حتى التخلص منه".
الغارات الجوية ضد إيران
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: لدينا أهداف منظمة وهي حملة تدريجية ولن أعلن عن الأهداف، وعلينا أن نستعد لحملة طويلة الأمد".
ونفذت إسرائيل فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين.
ووجهت "تل أبيب" على الأقل خمس موجات من الغارات على إيران، استهداف أو ضرب ما يزيد على 350 هدفا.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيديو يوثق بداية الهجوم على إيران، وقال إن " 200 طائرة مقاتلة، وأكثر من 330 سلاحًا مختلفًا في عملية أطلق عليه "الأسد الصاعد".
وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد خامنئي أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.
ووجّه المرشد رسالةً إلى الأمة الإيرانية قال فيها: "على النظام أن ينتظر عقابًا شديدًا، وإن يد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية القوية لن تتخلى عنه إن شاء الله".
أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين تم اغتيالهم
ومن أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين تم الإعلان عن مقتلهم خلال الهجوم الإسرائيلي حتى الآن
قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد.
أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.
العالم النووي مهدي طهرانجي.
العالم النووي فريدون عباسي.
مستشار الإمام خامنئى، ورئيس المجلس القومى الإيرانى، الأميرال على خشمانى.
في السياق ذاته، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجوم على منشأة نطنز النووية في أصفهان وسط إيران ألحق أضرارا في أجزاء مختلفة منها، مؤكدة عدم وجود أي تسرب لتلوث إشعاعي أو كيميائي خارج المنشأة.
وقالت إنه لم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الكوادر العاملة في منشأة نطنز، وأضافت أن الاعتداء الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس محافظي الوكالة ومجلس الأمن.
وأشارت إلى أن هجمات إسرائيل ألحقت أضرارا بأجزاء مختلفة من مجمع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم، مؤكدة عدم وجود أي تسرب لتلوث إشعاعي أو كيميائي.
وأضافت أن هجوم إسرائيل يمثل "إخفاقا" لوكالة الطاقة الذرية نتيجة "تقصير" مديرها العام رافائيل غروسي الذي لم يدن تهديد إسرائيل سابقا ولا هجومها اليوم.
واعتبرت أن صمت جروسي "تواطؤ وأن الوكالة أضحت أداة بيد الكيان الصهيوني".
قال قائد الجبهة الداخلية اللواء رافي ميلو إنه من المتوقع أن تُسمع صفارات الإنذار في مناطق واسعة من إسرائيل فور بدء إيران هجومها المضاد المتوقع.
ومساء الجمعة، صرّح القائم بأعمال قائم مقام قصرشيرين بأنّ هجمات الكيان الصهيوني على هذه المدينة أسفرت عن استشهاد شخص واحد وإصابة 24 مدنيًا بجروح.
وقال محمد شفيعي في تصريح لمراسل وكالة تسنيم في كرمانشاه: "استهدفت الهجمات مراكز مدنية من بينها مبنى دائرة الرعاية الاجتماعية ومقر الأربعين عند معبر خسروي، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى من المدنيين".
وأضاف: "المعابر الحدودية في خسروي وبرويزخان تعمل بشكل طبيعي، وحركة العبور مستمرة كالمعتاد".
وتابع شفيعي: "تمت تعبئة المدن المجاورة لتقديم المساعدة لقصرشيرين، والمدينة في حالة تأهب".
وأشار إلى أن "الوضع في المدينة عاد حاليًا إلى طبيعته، حيث عادت محطات الوقود والمخابز للعمل وتقديم الخدمات، داعيًا المواطنين إلى الحفاظ على هدوئهم".
وقال التلفزيون الإيراني إن المرشد الأعلى عين اللواء محمد باكبور قائدا عاما للحرس الثوري الإيراني، خلفا لحسين سلامي، الذي قتل في ضربة إسرائيلية استهدف مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني فجر اليوم.
كما عين خامنئي اللواء علي شادماني قائدا لمقر خاتم الأنبياء التابع لهيئة الأركان، وفق التلفزيون الإيراني، خلفا قائد المقر السابق اللواء غلام علي رشيد، الذي قتل في هجوم إسرائيلي على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة "خاتم الأنبياء " فجر اليوم أيضا.
وأكد التلفزيون الإيراني أيضا أن خامنئي عين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان الإيرانية، محمد حسين باقري، الذي قتل في الهجوم الإسرائيلي على طهران اليوم.