بعد تحذيرات من ضربة إسرائيلية.. احتراق 15 سفينة إثر حريق غامض في ميناء بإيران

في تطور لافت يأتي وسط تصاعد التوترات الإقليمية، أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الخميس، باندلاع حريق غامض في أحد الأرصفة البحرية بمحافظة هرمزغان جنوبي البلاد، أسفر عن احتراق 15 سفينة، وسط غموض يلف أسباب الحريق وتوقيته الحساس.
وبحسب تقارير محلية، بدأت فرق الإطفاء جهودها لاحتواء الحريق ومنع امتداده إلى مرافق وزوارق مجاورة، في حين لم تصدر حتى الآن تقارير رسمية عن الخسائر المادية أو وجود إصابات بشرية.
وتواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث، الذي يأتي ضمن سلسلة من الحرائق المتكررة في المنشآت الحيوية الإيرانية خلال الأيام الماضية.
سياق دولي مشحون.. وتهديدات بضربة عسكرية
ويأتي الحادث في ظل تقارير دولية تتحدث عن تحركات عسكرية متوقعة ضد طهران، فقد كشفت شبكة "NBC" الأمريكية أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وقد تقدم على تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة دون تنسيق مع الولايات المتحدة.
ونقلت الشبكة عن خمسة مصادر مطلعة أن إسرائيل باتت أكثر جدية في اتخاذ خطوة أحادية الجانب، في وقت يخوض فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات دبلوماسية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وتضغط إسرائيل لعرقلة أي اتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو بند تعتبره "خطًا أحمر".
وفي ضوء هذه التطورات، أصدرت إدارة ترامب تعليمات إلى البعثات الدبلوماسية الأمريكية في عدد من الدول، خصوصًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق أوروبا، بإرسال تقييمات للمخاطر المتوقعة وسبل التخفيف منها، كما تم الإعلان عن المغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين من السفارات والقواعد العسكرية الأمريكية في بعض مناطق التوتر.
مؤشرات على تصعيد محتمل
بحسب مصادر أمريكية، فإن الاستعدادات تشمل أيضًا خططًا لردود فعل محتملة من إيران، في حال نفذت إسرائيل هجومًا مباشرًا، وتراقب واشنطن بقلق تداعيات أي عملية انتقامية إيرانية قد تستهدف مصالح أو قوات أمريكية في المنطقة.
ويرى محللون، من بينهم مايكل نايتس من معهد واشنطن، أن انسحاب بعض الموظفين من العراق يحمل رسالة إلى إيران بأن الولايات المتحدة قد لا تعارض ضربة إسرائيلية، خصوصًا في ظل حالة الإحباط التي عبر عنها ترامب مؤخرًا تجاه موقف إيران في المحادثات غير المباشرة.
وقال ترامب قبل أيام: "إنهم يطلبون فقط أشياء لا يمكنك فعلها... يسعون إلى التخصيب... لا يمكننا السماح بذلك"، في إشارة إلى تعنت طهران في تقديم تنازلات بشأن ملفها النووي.
حادث الحريق.. صدفة أم رسالة؟
رغم عدم وجود أدلة قاطعة حتى الآن تربط بين الحريق في ميناء هرمزغان والتصعيد السياسي والعسكري الأخير، فإن توقيت الحادث، وتكرار مثل هذه الحرائق في منشآت حساسة داخل إيران، يفتح الباب واسعًا أمام تكهنات بشأن "عمليات تخريبية محتملة" أو "رسائل تحذيرية" موجهة لطهران في ظل أجواء مشحونة.
ويُشار إلى أن محافظة هرمزغان تضم عدة موانئ استراتيجية تطل على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، ما يزيد من حساسية أي حوادث أمنية تقع فيها، سواء كانت ناتجة عن إهمال داخلي أو استهداف خارجي.