موجة جديدة من الاستحواذات الأمريكية على شركات بريطانية.. ما القصة؟

بينما تسعى بريطانيا إلى تعزيز موقعها كمركز مالي وتكنولوجي عالمي، تتزايد المخاوف من أن تصبح سوقاً مفتوحة للاستحواذات الخارجية دون قدرة كافية على الاحتفاظ بشركاتها الواعدة. فالتقييمات المتدنية لكثير من الشركات البريطانية، وتراجع شهية المستثمرين المحليين، فتحا شهية المشترين الأجانب، لا سيما الأميركيين، للانقضاض على أصول استراتيجية بأسعار مغرية.
هذه التحركات المتسارعة أثارت نقاشاً واسعاً في أوساط المال والأعمال حول مدى قدرة المملكة المتحدة على حماية بيئتها الابتكارية من النزيف الخارجي، في ظل بيئة اقتصادية متقلبة وتحديات هيكلية تزداد تعقيداً.
وفي هذا السياق، يشير تقرير لـ "التايمز" إلى أنه:
من المقرر أن يتم بيع ثلاث شركات تكنولوجيا بريطانية إلى مشترين أميركيين مقابل ما يزيد عن 6 مليارات جنيه إسترليني، وسط تزايد المخاوف بشأن قدرة البلاد على الاحتفاظ بالشركات المبتكرة وتوسيع نطاقها.
تشمل عمليات الاستحواذ شركة Spectris، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الصناعية المدرجة في المملكة المتحدة، والتي تلقت عرضا بقيمة 3.7 مليار جنيه إسترليني من شركة الأسهم الخاصة الأميركية Advent International؛ وشركة تصميم الرقائق Alphawave IP Group، التي أوصت باستحواذ بقيمة 1.8 مليار جنيه إسترليني من قبل شركة Qualcomm، ومقرها كاليفورنيا.
وافقت شركة Oxford Ionics ، وهي شركة ناشئة في مجال الحوسبة الكمية أسسها اثنان من طلاب الدكتوراه في جامعة أكسفورد، على بيعها لشركة Ion Q، وهي شركة أميركية أكبر حجماً، مقابل حوالي مليار دولار.
جاءت موجة عمليات الاستحواذ الأخيرة في أعقاب تجدد المخاوف الأسبوع الماضي بشأن قوة أسواق رأس المال في المملكة المتحدة بعد أن أعلنت شركة وايز، إحدى شركات التكنولوجيا المالية الرائدة في بريطانيا، عن خطط مفاجئة لنقل إدراجها الرئيسي إلى نيويورك.
ويشير التقرير إلى أن القدرة التنافسية للمشهد التكنولوجي في أوروبا كانت موضوعاً مهيمناً في أسبوع لندن للتكنولوجيا، والذي شارك فيه الرئيس التنفيذي لشركة بولت لتأجير السيارات، ماركوس فيليج، والذي قال: "علينا أن نواجه الأمر، فأوروبا ليس لديها سجل حافل حتى في امتلاك الاكتتابات العامة الأولية، ناهيك عن إبقائها هنا بالفعل". ونوه بأن أحد الأسباب الجذرية هو نقص السيولة، وأن العديد من الشركات الأوروبية تجمع معظم تمويلها من الولايات المتحدة.