صندوق النقد: سوريا ستحتاج دعما مالياً دولياً بشروط ميسرة للغاية

تحتاج السلطات السورية دعماً مالياً دولياً بشروط ميسرة للغاية، ومساعدة واسعة النطاق في تنمية قدراتها، بحسب صندوق النقد الدولي.
وقالت المؤسسة الدولية في بيان صادر اليوم، إن وفد الصندوق إلى دمشق، بحث أولويات بناء السياسات والمؤسسات على المدى القريب، كما ناقش اعتماد ميزانية لما تبقى من العام الجاري، وتحديد الموارد المتاحة وضمان تلبية احتياجات الإنفاق ذات الأولوية.
استقبلت سوريا مطلع الشهر الجاري أول بعثة فنية للصندوق منذ نحو 18 عاماً، بعد سنوات من الصراع والعزلة الدولية.
وجاءت زيارة بعثة الصندوق في سياق جهود دولية متزايدة لدعم إعادة تأهيل الاقتصاد السوري، حيث بدأت البلاد تعيش زخماً استثمارياً خاصة بعد تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية عن اقتصادها الذي شهد انهياراً حاداً نتيجة الحرب التي استمرت نحو 14 عاماً، وتقدّر الأمم المتحدة إجمالي الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي خلال الحرب بنحو 800 مليار دولار.
وتزامنت تحركات الصندوق في سوريا، مع تصريحات كريستالينا غورغييفا، المديرة التنفيذية للصندوق، لـ"الشرق" في فبراير الماضي حول جاهزية الصندوق لدعم سوريا، موضحة أن "التواصل بدأ بالفعل بين موظفينا والمسؤولين السوريين"، لتفهم حاجة المؤسسات الرئيسية في البلاد كمصرف سورية المركزي.
استعادة الثقة في الليرة
وناقشت بعثة الصندوق خلال زيارتها للبلاد، تحسين أنظمة الضرائب والجمارك وتمكين البنك المركزي من اعتماد سياسة نقدية لضمان استقرار الأسعار واستعادة الثقة في الليرة، كما بحثت إعادة تأهيل أنظمة الدفع والخدمات المصرفية وتعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
ترأس بعثة الصندوق، رون فان رودن، نائب مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ورئيس بعثة الصندوق إلى سورية، وتضم البعثة 8 خبراء من خمس دوائر في الصندوق، هي المالية العامة، الإحصاء، الشؤون النقدية وأسواق المال، الشؤون القانونية، ودائرة الشرق الأوسط.
وأعتبر الصندوق أن السلطات السورية حريصة على استعادة النمو الاقتصادي وتعتزم اتباع سياسات اقتصادية سليمة، مشيراً إلى أنه بحث إعادة بناء الثقة في البنوك وإعادة الارتباط بالنظام المالي الدولي.
وتستعد سوريا للعودة الكاملة إلى نظام التحويلات المالية الدولية "سويفت" خلال أسابيع، في خطوة تُعتبر الأولى ضمن خطة أوسع لإعادة ربط الاقتصاد السوري بالأسواق العالمية بعد 14 عاماً من العزلة والعقوبات الغربية، وفقاً لما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن محافظ البنك المركزي السوري عبد القادر الحصرية أمس.
خارطة طريق لبناء القدرات
قال الصندوق، إنه ملتزم بدعم سوريا، حيث يعمل موظفو الصندوق على تطوير خارطة طريق مفصلة للأولويات السياسية وبناء القدرات، مع التركيز على مؤسسات هامة مثل وزارة المالية والبنك المركزي، مضيفاً "سيكون من الضروري التنسيق الوثيق مع شركاء التنمية الآخرين لضمان دعم فعال".
تضمنت اجتماعات بعثة الصندوق مناقشات مع وزير المالية السوري ومحافظ البنك المركزي، وممثلين من القطاع الخاص والبنوك المملوكة للدولة.