حكم صيام يوم عرفة منفردًا
يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، ولو لم يصم الثمانية أيام قبله، إذ ورد في الحديث الشريف استحباب صيام يوم عرفة دون اشتراط صوم ما قبله. فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» (رواه مسلم). وهذا يدل على فضل عظيم لصيام هذا اليوم الذي يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة القادمة.
حكم الصيام للحاج يوم عرفة
يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحجاج، أما الحجاج الذين يؤدون مناسك الحج في يوم عرفة، فيُكره صيامهم إذا كان الصيام سببًا في المشقة عليهم أثناء الوقوف في عرفات.
ذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة صيام الحاج يوم عرفة مع شرط أن يؤثر الصيام على الحاج ويضعفه، بينما ذهب الشافعية إلى جواز الصيام للحاج المقيم بمكة والذاهب إلى عرفات ليلاً، أما إذا كان ذهابه إلى عرفات في النهار فالأولى له الإفطار، ويُسن للمسافر عمومًا الفطر.
حكم من أكل ناسياً في صيام يوم عرفة
أكدت دار الإفتاء المصرية أن من أكل أو شرب ناسياً في يوم عرفة أو في صيام التطوع، فلا يُبطل صومه، ولا يجب عليه قضاء أو كفارة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» (رواه مسلم). وبهذا يكون الصوم صحيحًا ويجزئه، سواء كان صومًا فرضًا أو نفلًا.
فضل الدعاء في يوم عرفة
يُعد الدعاء في يوم عرفة من أفضل الأعمال، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ» (رواه الترمذي).
ويعتبر من أفضل ما قاله النبي ومن قبله الأنبياء: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
كما من الأدعية المستحبة: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم وعفوا عما تعلم إنك الأعز الأكرم"ـ ويُستحب ذكر لا إله إلا الله والاستغفار والابتسام في وجه المؤمنين خلال هذا اليوم المبارك.
