رغم التذبذب العالمي.. المركزي التايواني يؤكد استقرار الدولار والسندات الأمريكية

في بيان صدر يوم الأحد، أكد البنك المركزي التايواني أن ديون الحكومة الأميركية لا تزال تُعد "سليمة"، وتحظى باهتمام وثقة المستثمرين، مشددًا على أنه لا توجد أي مؤشرات تثير القلق بشأن مكانة الدولار الأميركي كعملة احتياطية دولية رائدة.
جاء هذا التأكيد في وقت تتصاعد فيه الشكوك حول مستقبل الدولار العالمي، بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2 أبريل/نيسان عن فرض رسوم جمركية، ما تسبب في تراجع حاد في الأسواق المالية، شمل أيضًا سندات الخزانة الأميركية. هذا التراجع أثار تساؤلات حول استمرار الدولار كملاذ آمن للمستثمرين.
شكوك السوق وتكهنات بشأن سعر الصرف
أشار البنك المركزي التايواني إلى أن تصريحات ترامب المتكررة بشأن قوة الدولار أدت إلى تكهنات في الأوساط الاقتصادية بأن واشنطن ربما تسعى لخفض قيمة العملة الأميركية ضمن استراتيجياتها التجارية. في ضوء ذلك، دعا البنك وسائل الإعلام والمعلقين الماليين إلى التوقف عن إطلاق تكهنات غير مؤكدة بشأن تحركات أسعار صرف العملات الأجنبية.
وأوضح البنك أن ارتفاع قيمة الدولار التايواني في الأسابيع الماضية مقابل الدولار الأميركي أدى إلى انتشار شائعات بأن الولايات المتحدة طلبت من تايوان السماح بارتفاع العملة التايوانية كجزء من مفاوضات الرسوم الجمركية الجارية، وهي تكهنات رفضها البنك ضمنًا في بيانه.
احتياطيات تايوان تعتمد بنسبة كبيرة على السندات الأميركية
أوضح البنك أن احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد بلغت 582.8 مليار دولار أميركي، وتشكل سندات الخزانة الأميركية أكثر من 80% من هذا الإجمالي، مما يدل على الثقة المستمرة في أدوات الدين الأميركية كمصدر مستقر وآمن للقيمة والسيولة.
وفي توضيحه، قال البنك المركزي: "لا توجد حتى الآن أي مخاوف بشأن مكانة الدولار الأميركي كعملة احتياطية دولية رائدة. فالدين العام الأميركي مستقر ويتمتع بسيولة جيدة، ولا يزال المستثمرون يفضلونه كمخزن للقيمة".
تحذير من استغلال الدولار التايواني في المضاربات
وفي سياق متصل، حذّر البنك المركزي من قيام بعض المستثمرين الأجانب – الذين لم يكشف عن هوياتهم – بتحويل مبالغ مالية ضخمة إلى حسابات بالعملة التايوانية بدعوى الاستثمار في الأسهم المحلية، دون تنفيذ استثمارات فعلية على الأرض.
وأكد البنك أن الغرض من هذه التحويلات، وفق ما أعلن عنه المستثمرون، هو الاستثمار في الأوراق المالية التايوانية، لكن تبين لاحقًا أن الأموال لم تُستخدم لهذا الغرض، بل في أنشطة مضاربة تستهدف سعر صرف الدولار التايواني. وشدد البنك على ضرورة التزام المستثمرين باستخدام الأموال في الغرض المعلن عنه، وعدم التلاعب بأسواق الصرف.