رئيس طيران الإمارات: بوينج تتقدم وننتظر أولى طائرات 777 إكس في 2026
قال رئيس طيران الإمارات، تيم كلارك، الأحد، إن هناك مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق بشأن تسلم طائرات جديدة من شركة بوينج، وذلك بعد أن أعرب في وقت سابق من اليوم نفسه عن خيبة أمله بسبب تأخر الشركة في تسليم الطائرات. وأوضح كلارك أن شركة بوينغ، تحت قيادة رئيسها التنفيذي الجديد، أبدت تصميمًا أكبر على معالجة العديد من التحديات والمشكلات التي تواجهها، مشيرًا إلى أنه استشعر نبرة أكثر تفاؤلاً في الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين.
وأضاف أن شركة صناعة الطائرات الأميركية أعربت عن تفاؤل حذر بشأن تعافيها، في الوقت الذي تحاول فيه تحقيق الاستقرار وزيادة الإنتاج عقب سلسلة من الأزمات، أبرزها مشكلات الجودة، إلى جانب إضراب عمالي كبير أدى إلى توقف إنتاج معظم طائراتها في العام الماضي.
تأجيلات تسليم 777 إكس لطيران الإمارات
لا تزال شركة بوينغ تنتظر اعتماد إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية لطائرتها المنتظرة 777 إكس عريضة البدن، وهي طائرة طلبت طيران الإمارات شراء 205 طائرات منها. ومن المقرر أن يبدأ التسليم في عام 2026، بعد تأجيل دام ست سنوات عن الموعد الأصلي.
وأشار كلارك إلى أن الشركة أُبلغت بإمكانية استلام أولى الطائرات من هذا الطراز بين النصف الثاني من 2026 والربع الأول من 2027، موضحًا أن المباحثات الأخيرة مع بوينغ حملت نبرة أكثر إيجابية بشأن تحقيق تقدم فعلي في تسليم هذه الطائرات.
أزمة تسليمات تواجه بوينج وإيرباص معًا
تعاني كل من شركتي بوينغ وإيرباص، الرائدتين في تصنيع الطائرات، من تأخيرات طويلة الأمد في تسليم الطائرات الجديدة، تمتد لشهور وربما سنوات، وهو ما ينعكس سلبًا على شركات الطيران الساعية إلى تحديث أساطيلها بطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وإطلاق خطوط وخدمات جديدة.
وأكد كلارك، خلال مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، أن قطاع الطيران لا يزال يعاني من مشكلات مزمنة في سلاسل الإمداد، داعيًا شركات التصنيع إلى تحمل مسؤولياتها. ووجّه نقدًا مباشرًا بقوله: "سئمت من رؤية القلق بشأن سلسلة التوريد: أنتم (الشركات المصنعة) سلسلة التوريد".
أزمة سلاسل التوريد تمتد لإيرباص أيضًا
ذكرت مصادر لوكالة "رويترز" الأسبوع الماضي أن شركة إيرباص حذّرت شركات الطيران من احتمال مواجهة تأخيرات تصل إلى ثلاث سنوات بسبب استمرار مشكلات في سلاسل التوريد، التي تراكمت على مدى سنوات ولم يتم حلها بعد.
وعن أسباب التأخيرات، أشار كلارك إلى أن جائحة كوفيد-19 لم تعد عذرًا مقبولًا، مضيفًا أن صناعة الطيران مترابطة للغاية، وأن شركات الطيران لم تنجح حتى الآن في تجاوز أوجه القصور الموجودة في الوحدات الأصغر التي دمجتها ضمن منظومتها الصناعية.
تأثير الرسوم الجمركية على قطاع الطيران
في سياق موازٍ، قال كلارك خلال اجتماع "إياتا" إن طيران الإمارات لم تلحظ حتى الآن تغيرًا كبيرًا في أنماط الطلب نتيجة الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار إلى أن شركة جنرال إلكتريك إيروسبيس، وهي المورد الرئيسي لمحركات طائرات طيران الإمارات، ستتحمل على الأرجح جزءًا كبيرًا من أثر الرسوم الجمركية في هوامش أرباحها، خاصة أنها أعلنت أنها ستنقل هذه التكاليف إلى العملاء في شكل رسوم إضافية.
رولز رويس: فرص قائمة رغم التحديات
سبق لكلارك أن عبّر عن استيائه من شركة رولز رويس البريطانية، التي تزود طيران الإمارات بمحركات لبعض طرازاتها، بسبب مشكلات في صيانة المحركات عند استخدامها في الظروف المناخية القاسية في منطقة الخليج.
ورغم ذلك، أكد رئيس طيران الإمارات أن الفرص لا تزال قائمة أمام رولز رويس في المنطقة إذا تمكنت من تقديم الأداء المطلوب، مشيرًا إلى أن الشركة لا تزال تملك فرصة لتحسين موقفها في السوق الخليجية.
صفقة طائرات إيرباص A350-1000 معلقة حتى إشعار آخر
لم يحسم كلارك مصير الصفقة المحتملة لشراء طائرات إيرباص A350-1000 المزودة بمحركات رولز رويس، والتي تعثرت خلال معرض دبي للطيران 2023 بسبب مخاوف تتعلق بمتانة المحركات.
ولم يُبدِ كلارك تأكيدًا على إمكانية إتمام الصفقة قبل نسخة معرض دبي للطيران المقبلة في نوفمبر 2025، مكتفيًا بالقول: "لست متأكدًا من ذلك"، ما يترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من النقاشات والمفاوضات خلال الشهور المقبلة.
