الأمم المتحدة: العملية الإنسانية في غزة من أكثر العمليات التي تواجه العراقيل

أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "يانس لاركيه"، أن الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، وأن العملية الإنسانية في غزة من أكثر العمليات التي تواجه العراقيل، ليس فقط في العالم اليوم، بل في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية في أي مكان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم الأوتشا، "إن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تفرض إغلاقا وتحكما، مشددا على العملية الإنسانية، مؤكدًا أن كمية المساعدات المسموح لها بدخول القطاع لا تتجاوز مجرد التغذية بالتنقيط إلى منطقة على شفا مجاعة كارثية.
وأضاف "يانس لاركيه" قائلاً إن حركة المساعدات إلى القطاع وعبره معقدة للغاية ومعرقلة، وتتطلب مجموعات متعددة من الموافقات الإسرائيلية، وأكد أن التصاريح تُمنح ثم تُسحب مرة أخرى دون تفسير.
وقال لاركيه "إن البديل الذي اقترحته إسرائيل، ممثلا فيما يسمى بـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، "ليس محايدا ولا مستقلا ولا عمليا"، وذكر أن الاحتياجات يجب أن تكون المعيار الوحيد لتلقي المساعدات، لا أن يكون ذلك بناء على قدرة الناس على المشي لمسافة 20 كيلومترا"، مضيفًا: "ما يفعلونه يائس ومأساوي ومحبط وغير إنساني على الإطلاق".
وتابع "أن نية الطريقة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تبدو وكأنها تقويض توزيع الغذاء الذي تقوم به الأمم المتحدة، وهو بالضبط ما تتطلبه الحاجة في حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد على حافة المجاعة الكارثية".
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" إن الأمم المتحدة لديها نظام فعال، ولديها عشرات الآلاف من منصات الطعام وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة، والتي دفع ثمنها المانحون حول العالم..لكنه شدد على أن القوة المحتلة تمنع عمدا دخول المساعدات".
وأضاف أن المخاوف بشأن تحويل مسار المساعدات - إلى جهات أخرى - "دون تقديم أدلة جديدة" لا تُبرر إيقاف العملية الإنسانية، وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها يُطبقون رقابة صارمة على كل شحنة يتعاملون معها.
وأضاف "لاركيه" إنه تم الاستيلاء على العديد من المعونات على متن الشاحنات القليلة التي سمح لها بدخول غزة من قبل حشود من الناس، واصفا ذلك بأنه "رد فعل للبقاء على قيد الحياة من قبل أشخاص يائسين يريدون إطعام عائلاتهم وأطفالهم".
وتابع أنه لا يلومهم للحظة واحدة على أخذهم المساعدات التي هي في الأساس ملك لهم، ولكنها لم توزع بالطريقة التي نريدها.
وشدد "لاركيه"على ضرورة إعادة فتح جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، وأن تتمكن الأمم المتحدة من توصيل الغذاء مباشرة إلى العائلات أينما كانوا.
وأضاف: "مسؤوليتنا في نهاية المطاف هي تجاه الأشخاص الذين نخدمهم، لا أحد غيرهم، وهم بحاجة إلى أن تصل المساعدات إلى أماكن تواجدهم، كما فعلنا في الماضي".
وأكد "لاركيه" مجددا أن غزة هي "المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض" لأنها المنطقة الوحيدة المحددة التي "يواجه فيها 100% من السكان خطر المجاعة".
بدوره، قال المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "توماسو ديلا لونجا"، إن هذا الوضع مقلق ومحبط بشكل خاص نظرا لوجود أطنان من المساعدات الإنسانية الجاهزة لدخول القطاع، مضيفا أن الوضع يزداد سوءا "دقيقة تلو دقيقة، وليس أسبوعا تلو الآخر".
وقال "توماسو ديلا لونجا": "إنه جحيم على الأرض.. إنه كابوس متواصل.. لا أجد كلمات أخرى لوصفه.. ما أعرفه هو أن المعاناة هائلة.. إنها مستمرة لحظة بلحظة، وتتواصل على الهواء مباشرة على مدار الساعة، يعلم الجميع في العالم بذلك، لكننا ما زلنا نفتقر إلى الفعل، وهذا أمر محبط ومزعج وغير مقبول".
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" إن الوضع الكارثي في غزة "هو الأسوأ منذ بدء الحرب"، مع استمرار القصف في جميع أنحاء القطاع، وخاصة في الشمال.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، استمر النزوح في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث نزح ما يقرب من 200 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين فقط.
وأضاف "دوجاريك" أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من جمع حمولة خمس شاحنات فقط من الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبو سالم، في حين أُجبرت 60 شاحنة أخرى على العودة إلى المعبر بسبب الأعمال العدائية المكثفة في المنطقة.
وقال "دوجاريك" إن المجتمع الإنساني يؤكد على ضرورة رفع القيود المفروضة على غزة واتخاذ إجراءات لضمان معالجة الأسباب الجذرية "للحرمان واسع النطاق" في القطاع.
وأكد أن القيود الإسرائيلية المفروضة على الحركة في جميع أنحاء محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية لا تزال تعرقل الوصول إلى ما يقرب من 90 ألف شخص يحتاجون إلى الرعاية الصحية والتعليم والوصول إلى سبل عيشهم.