محمد صبحي يتوج بجائزة إنجاز العمر في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي 2025

أقيم منذ قليل حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي في مجال حقوق الإنسان لعام 2025، الذي ينظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان، وذلك داخل أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة. شهد الحفل حضور نخبة من نجوم الفن والشخصيات العامة، حيث توافد عدد من الفنانين والشخصيات البارزة الذين شكلوا أجواءً مميزة لهذه المناسبة المهمة.
من بين الحضور كان الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى جانب محمد المهندس، نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس. كما حضر الحفل عدد من نجمات الفن مثل الفنانة انتصار، وعايدة رياض، ويسرا اللوزي، إلى جانب مجموعة من نجمات الشاشة الصغيرة اللاتي شاركن في دراما رمضان بمسلسلات بارزة منها "لام شمسية"، و"ظلم المصطبة"، و"قلبي ومفتاحه"، و"ولادة الشمس".
تكريم رموز الدراما المصرية
تضمن الحفل تكريم اسم الفنان الراحل فؤاد المهندس، الذي يُعتبر أحد رموز الفن المصري، تقديرًا لإسهاماته الفنية الغنية والمتنوعة. كما تم تكريم الفنان القدير محمد صبحي، تقديرًا لأعماله الدرامية الهادفة التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية بارزة، والتي تركت أثرًا عميقًا في الساحة الفنية والثقافية.
جائزة إنجاز العمر: الفنان محمد صبحي
في أجواء من التقدير والاحتفاء، نُكرم اليوم الفنان الكبير محمد صبحي، الذي لم يكن يومًا مجرد فنان فقط، بل كان مشروعًا وطنيًا وثقافيًا متكاملاً، وصوتًا نقيًا من أصوات الضمير المصري، ومن ضمائر هذا الوطن الحيّة. لقد ظل محمد صبحي على مدار أكثر من نصف قرن يحمل مشعل التنوير في وجه العتمة، مدافعًا عن الوعي في زمن تغلغل فيه السطحية والابتذال.
لا يقتصر رصيد محمد صبحي الفني على إنتاج هائل ومتنوّع، بل يمتد ليشمل موقفًا ورسالة عميقة. منذ بداياته، اختار أن يكون الفن عنده وسيلة للارتقاء بالعقل وتحفيز الضمير وخدمة القضايا الكبرى للمجتمع، لا مجرد ترفيه عابر. قدم في مسرحه وأعماله التلفزيونية مرآة صادقة تعكس هموم الناس وتطرح أسئلة شجاعة وتفتح أبواب الحوار بدلًا من الهروب.
من شخصية "سنبل" التي تحدت البيروقراطية بعفوية وذكاء، إلى "ونيس" الذي ربّى أجيالًا على القيم والأخلاق، وصولاً إلى مسرحياته التي تناولت الفلسفة والتاريخ والسياسة والواقع، ظل محمد صبحي مخلصًا لفكرته العميقة التي ترى أن الدراما ليست مجرد وسيلة تسلية، بل خطاب موجه إلى الإنسان، للعقل والوجدان معًا.
الفنان المواطن والمسؤول
جسّد محمد صبحي عبر أعماله ومواقفه معنى أن يكون الفنان مواطنًا مسؤولًا، لا ينفصل عن قضايا وطنه ولا يتنازل عن رسالته. لم يقتصر عطاؤه على المسرح والكاميرا، بل امتد ليؤسس مدينة للفنون والثقافة تحتضن المواهب الجديدة، ويقود مبادرات اجتماعية وثقافية، ويقف إلى جانب الفئات الأكثر احتياجًا، مدافعًا عن كرامة الإنسان وحقه في الفن والمعرفة والجمال.
في حفل الدراما المصرية الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان، يأتي تكريم محمد صبحي ليس فقط تتويجًا لمسيرة فنية رفيعة، بل لأنه جسّد جوهر الفن كحق من حقوق الإنسان، واستخدم المسرح والدراما كأداة للتحرير لا للتخدير، ومنبرًا للحقيقة لا للزيف، ومجالًا للوعي لا للانفصال عن الواقع.
رسالة شكر وتقدير للفنان محمد صبحي
الفنان الكبير، إن تكريمك اليوم هو تكريم لكل من آمن بأن الفن رسالة ومسؤولية، ولكل من دافع عن العقل في زمن الاستسهال، ولكل من جعل من الثقافة ركيزة للوطن، لا مجرد ديكور هامشي. شكراً لك محمد صبحي، ودمت قامة من قامات مصر، وفخرًا من فرسانها في معركة الوعي.