رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المستشار الألماني ميرتس يزور واشنطن لأول مرة للقاء ترمب وسط توتر العلاقات

نشر
المستشار الألماني
المستشار الألماني فريدريش ميرتس

يسافر المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد أول اجتماع له مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد حوالي شهر من توليه قيادة أكبر اقتصاد في أوروبا. ومن المقرر أن يلتقي ميرتس، الذي يبلغ من العمر 69 عامًا وتولى منصب المستشار في 6 مايو، بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم 5 يونيو، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس في بيان عبر البريد الإلكتروني يوم السبت.

ملفات التفاوض: أوكرانيا والشرق الأوسط والسياسة التجارية

ذكر كورنيليوس أن المباحثات ستتناول مجموعة من الملفات المهمة، منها الحرب الروسية في أوكرانيا، والأوضاع في الشرق الأوسط، والسياسة التجارية بين البلدين. تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من المفاوضات بين البيت الأبيض والمستشارية الألمانية، حيث سيسكن ميرتس في "بلير هاوس"، دار الضيافة التابعة للرئيس الأميركي. وفي يوم الخميس، وبعد غداء مشترك، من المقرر أن يعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا في البيت الأبيض قبل أن يعود المستشار الألماني إلى برلين، حسب ما أكد مسؤول كبير.

جولات أوروبية مكثفة قبل التوجه إلى واشنطن

منذ توليه رئاسة الحكومة الألمانية، قام ميرتس بجولات أوروبية عديدة التقى خلالها حلفاء ألمانيا في فرنسا وبولندا والدول الإسكندنافية وكذلك أوكرانيا، لكنه لم يزر بعد الولايات المتحدة رغم وعده بتحسين العلاقات مع إدارة ترمب. تزامن ذلك مع توتر العلاقات بين واشنطن وبرلين بسبب مجموعة من القضايا التي تشمل اختلالات الميزان التجاري بين البلدين ودعم كييف في مواجهة الغزو الروسي. ويعبر القادة الأوروبيون عن قلقهم من احتمال تخلي الإدارة الأميركية عن جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا وتقليل الدعم العسكري للمنطقة.

فرصة جديدة لميرتس لتعزيز الحوار مع ترامب

على عكس سلفه أولاف شولتس، الذي لم يُدع إلى البيت الأبيض بعد إظهار دعمه للرئيس الأميركي السابق جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، يحظى ميرتس الآن بفرصة عرض موقفه مباشرة على ترمب. تأتي هذه الزيارة بعد أسبوع واحد من زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إلى واشنطن، حيث أجرى محادثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. وشدد الوزيران خلال الاجتماع الذي استمر 45 دقيقة على موقفهما المشترك بشأن أوكرانيا والتجارة، رغم أن روبيو لم يشارك في المؤتمر الصحفي.

توترات محتملة ومخاوف من تصعيد في اللقاء

يثير ترمب قلق المسؤولين الألمان بعد أن وجه انتقادات علنية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أثناء زياراتهم للمكتب البيضاوي، ما يجعل من المرجح أن يواجه ميرتس معاملة مماثلة خلال لقائه. بالإضافة إلى الخلافات المتعلقة بالفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة، أبدى حلفاء ترمب اعتراضهم على تعامل ألمانيا مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يُعد ثاني أكبر حزب في البرلمان الألماني. وصف ماركو روبيو الحزب بأنه "استبداد مقنع"، وهو اتهام رفضه ميرتس بشدة، داعيًا السياسيين الأميركيين إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا.

النزاع التجاري وتبادل الرسوم بين أوروبا وأمريكا

أشار المستشار الألماني إلى إمكانية رد الاتحاد الأوروبي على شركات التكنولوجيا الأميركية إذا تصاعد النزاع التجاري بين الطرفين، مع اقتراح أحد أعضاء حكومته فرض ضريبة بنسبة 10% على هذه الشركات، في وقت يسعى فيه البيت الأبيض للحصول على صلاحيات للرد على مثل هذه الرسوم.

حرص ميرتس على تحسين العلاقات والدفاع عن السياسة الدفاعية

في محاولة لتهدئة نقاط الخلاف، أظهر ميرتس حرصه على الاستجابة لبعض مطالب ترمب، خاصة الالتزام بوضع ألمانيا على مسار لزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات المقبلة، وهو أكثر من ضعف ما هو معمول به حاليًا.