الوكالة الذرية: إيران ترفع مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مستوى مقلق

أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا حديثًا يؤكد ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى مستويات مثيرة للقلق، إذ بلغ إجمالي الكمية المخصبة بنسبة نقاء تصل إلى 60% نحو 408.6 كيلوجرام، وذلك بزيادة مقدارها 133.8 كيلوجرام خلال الفترة الأخيرة. ويُخزن هذا اليورانيوم في شكل سداسي فلوريد اليورانيوم، وهو الشكل القابل لإعادة التخصيب إلى درجات أعلى تُستخدم في الأغراض العسكرية.
مستوى مقلق يقترب من العتبة النووية
بحسب الوكالة، فإن هذا المستوى من التخصيب يُعد مقلقًا للغاية، نظرًا لأن حوالي 42 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يكفي، من الناحية النظرية، لإنتاج قنبلة نووية واحدة في حال تم رفع نسبة التخصيب إلى المستوى المطلوب لصناعة الأسلحة النووية. ورغم أن التقرير لم يتضمن ما يشير إلى برنامج نووي عسكري نشط حاليًا في إيران، إلا أن المخاوف تبقى قائمة بسبب الإمكانيات التقنية المتوفرة.
لا دلائل على برنامج عسكري نشط.. ولكن القلق مستمر
أكدت الوكالة في تقريرها أنه لا توجد مؤشرات موثوقة تُثبت وجود برنامج نووي غير معلن في إيران. غير أن التصريحات المتكررة التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى سابقًا، والتي يؤكدون فيها امتلاك إيران لجميع القدرات التقنية اللازمة لتصنيع سلاح نووي، ما زالت تُثير قلقًا واسعًا على المستوى الدولي، وتُعمّق الشكوك حول النوايا الإيرانية المستقبلية.
انتقادات لسلوك إيران وغياب الشفافية
وجّه التقرير انتقادات صريحة إلى إيران بسبب عدم تعاونها الكافي مع الوكالة الدولية، خاصة في ما يتعلق بالرد على استفسارات الوكالة بشأن أنشطتها النووية. وبيّن التقرير أن الإجابات التي قدمتها السلطات الإيرانية تفتقر للمصداقية من الناحية الفنية، فضلًا عن قيام إيران بتطهير مواقع يُشتبه بأنها شهدت أنشطة نووية غير معلنة، مما يعوق قدرة الوكالة على إجراء تقييمات مستقلة وشاملة.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها إلى ثلاث مناطق يُعتقد أنها كانت مسرحًا لأنشطة نووية غير معلنة وهي: لافيسان-شيان، وورامين، ومريوان. وخلصت التحقيقات إلى أن إيران لم تُفصح عن وجود مواد نووية أو أنشطة مرتبطة بها في تلك المواقع، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا لمبدأ الشفافية الذي تلتزم به الدول الأطراف في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالطاقة النووية.