رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بدأت بـ «هنا القاهرة».. اليوم الذكرى 91 على انطلاق الإذاعة المصرية

نشر
مستقبل وطن نيوز

تحل اليوم 31 مايو الذكرى 91 على انطلاق الإذاعة المصرية، حين بدأت لأول مرة عبارة بعبارة "هنا القاهرة" عام 1934 لتنطلق معها رحلة إعلامية شكلت وجدان المصريين والعرب لعقود طويلة.

وعرفت مصر الإذاعة قبل عام 1926 من خلال محطات أهلية، تركزت معظمها في القاهرة والإسكندرية، وكانت تبث بالعربية والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية لخدمة جاليات الأجانب بمصر.

بدأ البث الإذاعي في مصر، أول دولة عربية تعرف الراديو، في العشرينیات من القرن الماضي مع الإذاعات الأهلية، وجاءت تلك الانطلاقة في عام ‏1926‏.

ومع انطلاقة البث الرسمي للإذاعة المصرية في مثل هذا اليوم عام 1934 كان أول صوت عربي ينطلق عبر البث الرسمي لأثير الإذاعة المصرية، هو الشيخ محمد رفعت، وذلك عندما قرأ الآية القرآنية: "إنا فتحنا لك فتحاً مبينا".

وبدأ الجمهور يستمع للمرة الأولى إلى صوت المذيع أحمد سالم وجملته الشهيرة "هنا القاهرة" عبر موجات الراديو في الساعة الــ6:45 دقيقة من مساء يوم السبت 31 مايو عام 1934، والتي سبقها تلاوة قرآنية بصوت الشيخ محمد رفعت، وشهدت الدقائق الأولى من البثّ أيضًا أغنيات للفنانين أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وصالح عبد الحي.

ولعبت الإذاعة المصرية دورا كبيرا في تحسين وعي الشعب المصري، في كل نواحي الحياة، وكان المبدأ الذي بدأت به الإذاعة المصرية منذ نشأتها الأولى، هو "نحن نقدم ثقافة ترفه، وترفيها يثقف"، طبقا لوصف الإذاعي الكبير فهمي عمر.

وتزامن انطلاق الإذاعة المصرية مع حركات التحرر من الاستعمار في مصر والوطن العربي، فالبرامج الإذاعية التي غلب عليها في البداية الترفيه والمنوعات، تصاعد دورها بعد ذلك في تحفيز الشعوب وإثارة الحماس في قلوبهم، ولعبت دورًا توعويًا يُعْلي من قيم الوطنية والاستقلال والانتماء، خصوصًا مع إسناد إدارتها إلى الحكومة المصرية عام 1947، وتنظيم عملها لتصبح هيئة مستقلة مصرية بمقتضى القانون بعد صدور تشريع قانوني سنة‏ 1949.

وأصبحت الإذاعة المصرية جزءا من حياة المواطن المصري، يصحوا على برامجها قبل ذهابه إلى عمله أو دراسته، ويقضي أوقات المساء مستمتعا بمسلسلاتها وحفلاتها الغنائية في السهرة، لتصبح برامج مثل "ساعة لقلبك"، " كلمتين وبس"، "غنوة وحدوتة" الشهير بـ "أبلة فاضيلة"، "إلى ربات البيوت"، "قال الفيلسوف"، "همسة عتاب"، "على الناصية"، "طريق السلامة" و"لغتنا الجميلة"، وغيرها من البرامج طقسا يوميا وأسبوعيا للمواطن المصري والعربي.

وكان الخميس الأول من كل شهر حدثًا فنيًا مميزًا ينتظره الجمهور بمختلف أنحاء الوطن العربي، إذ كانوا يلتفون حول جهاز "الراديو" ليستمعوا إلى كوكب الشرق أم كلثوم تغني في إحدى حفلاتها، وتمتع الملايين في مصر وخارجها، ما أسهم في زيادة تأثير دور الإذاعة المصرية في توحيد الشعوب العربية، وترسيخ الريادة الإعلامية المصرية.

وساهم في قوة تأثير الراديو بشكل عام والإذاعة المصرية بشكل خاص قدرتها على الوصول إلى قطاعات مختلفة من الجمهور، سواء كان متعلمًا أم أميًّا، متفوقة في ذلك على الصحف القاصرة على من يعرف القراءة والكتابة، هذا الانتشار غير المسبوق جعل من الإذاعة المصرية وسيلة للتقارب الاجتماعي، خصوصًا أنها اعتمدت على كوارد إعلامية تتميز بالمهنية الشديدة.

ويزخر تاريخ الإذاعة المصرية بأسماء العديد من الإعلاميين ممن كان لهم دور كبير في تعميق علاقة الجمهور بالراديو، منهم أحمد سالم، صفية المهندس أول امرأة تتولى رئاسة الإذاعة، وجلال معوض، ومحمد فتحي المُلقب بـ"كروان الإذاعة"، وآمال فهمي، ووجدي الحكيم، وآيات الحمصاني، وحمدي الكنيسي، وإيناس جوهر، ونادية صالح، وغيرهم من الإعلاميين الرواد في الإذاعة المصرية.

وتعد الإذاعة المصرية شاهدة على الكثير من مراحل التطور السياسي والكثير من الأحداث في الوطن العربي، وتزخر مكتبتها بوثائق صوتية لمعاهدة 1936، وبيان ثورة يوليو 1952، وأنباء عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس وانتصار أكتوبر 1973، وخُطب الكثير من رؤساء مصر السابقين.

عاجل