رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قفزة تاريخية.. الذهب يرتفع 25% في أول 5 أشهر من عام 2025

نشر
مستقبل وطن نيوز

سجّل الذهب أداءً غير مسبوق خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، متفوقًا على جميع الأصول الأخرى بنسبة صعود تجاوزت 25%، في أعلى مكاسب فصلية يسجلها المعدن الأصفر منذ 18 عامًا. 

ارتفاعات جديدة تلوح في الأفق

هذا الارتفاع في أسعار المعدن النفيس جعل البنوك والمؤسسات المالية الكبرى تُعيد النظر في تقديراتها، وتراهن على وصول الذهب إلى 4000 دولار للأوقية وربما ما هو أبعد من ذلك.

ويُظهر أداء الذهب هذا العام أنه لم يعد مجرد "أصل بديل"، بل عاد ليصبح مرآة تعكس حجم القلق العالمي.

وارتفع سعر الأوقية من 2700 دولار في يناير 2025 إلى قرابة 3300 دولار حاليًا، بعد أن لامس ذروته التاريخية عند 3500 دولار في إبريل الماضي. 

هذا الارتفاع يعني مكاسب سوقية تقارب 4 تريليونات دولار، وهو رقم يؤكد حجم الزخم الاستثماري الذي اندفع نحو المعدن الأصفر في بيئة مشبعة بالتضخم وتوقعات تباطؤ النمو العالمي.

توقعات البنوك الكبرى للذهب

وتقول البنوك الكبرى مثل جي بي مورجان وبنك أوف أميركا إن هذا ليس سوى بداية موجة جديدة، مع رفع سقف التوقعات إلى 4000 دولار للأوقية في 2026. بينما ذهبت مؤسسات مثل "إنكريمنتوم" إلى أبعد من ذلك، متوقعة أن يصل الذهب إلى 8900 دولار في غضون 4 سنوات، ما يعكس رهانات قوية على تحولات هيكلية في الطلب العالمي.

الطلب العالمي على الذهب

يمثل الطلب الاستثماري اليوم 45% من مجمل الطلب على الذهب، وقد تضاعف هذا الطلب بنسبة 170% منذ بداية العام. وهو رقم يعكس ميل المستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر والبحث عن استقرار في بيئة تعج بالتقلبات.

ةتشكل البنوك المركزية اليوم نحو 20% من الطلب العالمي، حيث ضاعفت هذه المؤسسات احتياطاتها من الذهب خلال السنوات الثلاث الماضية، كرد فعل على حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وتراجع الثقة في الدولار الأمريكي.

أبرز المحركات التي رفعت أسعار الذهب

وكان تراجع الدولار الأمريكي من أبرز المحركات التي رفعت أسعار الذهب، في ظل التأثير المعاكس بين العملة الخضراء والذهب"، حيث إن العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب تجعل الأخير أصلًا دفاعيًا بامتياز في مواجهة سياسات التشديد النقدي.

وتمثل الصين تمثل أكبر سوق لاستهلاك الذهب، تليها الهند، ثم الولايات المتحدة، حيث ارتفع الطلب الصيني على الذهب بنسبة 46% مقارنة بأمريكا الشمالية، وهو ما يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في مركز ثقل الطلب العالمي نحو الشرق.

أرقام مجلس الذهب العالمي

ووفقًا لأرقام مجلس الذهب العالمي، فإن الطلب الاستثماري على الذهب بلغ 1179 طنًا في 2024، بينما اشترت البنوك المركزية 244 طنًا خلال الفترة نفسها. ويُضاف إلى ذلك طلب متزايد من الصناعات التكنولوجية التي استهلكت 80 طنًا، إضافة إلى نمو ملحوظ في الطلب على المجوهرات الذي يُمثل حاليًا 33% من إجمالي الطلب.

الرهان على الذهب

وتشير التوقعات إلى أن بريق الذهب لا يبدو أنه سيخفت قريبًا. فمع اتساع المخاوف الاقتصادية، وعودة الحديث عن الركود في اقتصادات غربية كبرى، واستمرار التحولات الجيوسياسية، فإن الرهان على الذهب لم يعد خيارًا بديلاً، بل أصبح ضرورة استراتيجية للعديد من الحكومات والمؤسسات.

وفي ضوء هذه المعطيات، فإن سقف 4000 دولار للأوقية لم يعد خيالًا استثماريًا، بل قد يكون محطة قريبة في رحلة الذهب نحو أرقام قياسية جديدة.