تعاون بين الصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة لدعم الأسر المنفصلة بسبب النزاع والهجرة

وقّعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة اتفاقية تعاون تهدف إلى دعم ومساعدة الأسر التي انفصلت بسبب النزاعات أو الهجرة، وذلك في خطوة إنسانية جديدة تعكس التزام المنظمتين بتخفيف معاناة المتضررين وتوفير حلول واقعية لمشكلاتهم. وتأتي هذه الاتفاقية في سياق الجهود المتواصلة لمواجهة التحديات الإنسانية المرتبطة بالنزوح والهجرة، خصوصًا في مصر التي تُعد نقطة عبور رئيسية للفارين من النزاعات في المنطقة.

مصر.. نقطة عبور وموطن للفارين من النزاعات

تلعب مصر دورًا محوريًا كمحطة رئيسية في مسارات الهجرة والنزوح، حيث يعبرها الكثير من الأشخاص الفارين من النزاعات في بلدانهم. وخلال رحلاتهم القسرية، يفقد العديد من هؤلاء الأشخاص التواصل مع أفراد أسرهم، مما يزيد من حجم معاناتهم النفسية والاجتماعية. ومن خلال هذه الاتفاقية، تعزز اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة من تعاونهما عبر تبادل المعرفة والخبرات، بهدف رفع كفاءة الاستجابة الإنسانية ودعم مجتمعات المهاجرين واللاجئين داخل الأراضي المصرية، لا سيما في مجال إعادة الروابط العائلية.

تصريحات مسؤولي المنظمتين حول الاتفاقية

في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع، وصف كارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، الاتفاقية بأنها "أكثر من مجرد آلية إجرائية"، مؤكدًا أنها تمثل شريان حياة حقيقي. وأشار إلى أن التعاون بين الجهات الإنسانية المختلفة بروح من الثقة والحياد والهدف المشترك يُمكن أن يؤدي إلى إنجازات ملموسة تُحدث فرقًا في حياة المتضررين.

من جانبه، عبّر ألفونسو فيردو بيريز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر، عن تقديره العميق لتوقيع الاتفاقية، قائلًا إن "انفصال الأسرة يُعد من أكثر التجارب إيلامًا التي قد يمر بها الإنسان"، مشيرًا إلى أن الحيرة بشأن مصير الأحبة تسبب معاناة نفسية عميقة. وأوضح أن الاتفاقية ستُمكّن الجهتين من تخفيف هذه المعاناة، من خلال مساعدتهما في إعادة التواصل ولمّ شمل العائلات المنفصلة.

دور الصليب الأحمر في الحماية ولمّ شمل الأسر

تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار مهمتها المتعلقة بالحماية، على منع تشتت العائلات والبحث عن المفقودين ولمّ شمل الأحبة. ومن خلال مكتبها في القاهرة، تقدم اللجنة خدمات تتبُّع للعائلات التي فرقتها النزاعات المسلحة أو أعمال العنف أو الكوارث أو الهجرة، وتعمل على إعادة التواصل بين أفرادها. وتُعدّ هذه الجهود امتدادًا لعمل الصليب الأحمر على مستوى العالم في استعادة الروابط الأسرية.

دور المنظمة الدولية للهجرة في إدارة الهجرة بشكل إنساني

تركز المنظمة الدولية للهجرة على ضمان أن تكون الهجرة منظمة وإنسانية، وتُحقق المنفعة للمهاجرين والمجتمعات المضيفة على حد سواء. وتوفر المنظمة خدمات متنوعة تشمل تقديم الاستشارات للحكومات، والمساعدة الإنسانية للمهاجرين، بمن فيهم اللاجئون والنازحون داخليًا. كما تسعى إلى إيجاد حلول عملية وشاملة لمختلف القضايا المرتبطة بالهجرة، مع الالتزام بتعزيز التعاون الدولي لضمان إدارة فعالة وعادلة لحركة السكان.