جريدة «القاهرة» تحيي ذكرى وفاة الشاعر أحمد رامي الـ44

تناولت جريدة "القاهرة " الأسبوعية في عددها الجديد الصادر اليوم الثلاثاء، مسيرة الشاعر الكبير أحمد رامي الذي تحل ذكرى وفاته الـ 44 مطلع شهر يونيو المقبل بعدما أثرى المكتبة الفنية بأعماله خاصة الغنائية منها، ولعل أبرزها أعماله مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
وذكرت جريدة "القاهرة" – الصادرة عن وزارة الثقافة والتي يرأس مجلس إداراتها الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها طارق رضوان ـ أن الإجماع يكاد ينعقد أن الشاعر أحمد رامي أم يحتل المكانة اللائقة به في ديوان الشعر العربي الحديث والمعاصر وهي المكانة التي استحقها عن جداره شعراء آخرون عاصروه وزاملوه في رحله الإبداع هم علي محمد طه وإبراهيم ناجي ومحمود حسن إسماعيل.
واعتبرت الجريدة أن شعر رامي عالم من الأحلام والرؤى والأغاريد الوالهة فمن يقرأ ديوانه يجده خلا من المدح والهجاء واشباه هذه الأغراض فأنت لا تفتح عينيك في ديوانه الا على ورقه خضراء رسمها بنشيده او تنهيدة جسدها بقصيد.
وارتبط الشاعر أحمد رامي بالشعر منذ فجر شبابه وأخذ ينشر قصائده في الصحف والمجلات مما لفت اليه أنظار المغنيين في عصره فكانوا يقبلون على الشدو بكلماته حتى أن إحدى قصائده المنشورة بالصحف آنذاك " الصب تفضحه عيونه" كانت بداية تعارفه على كوكب الشرق أم كلثوم وكان البوم الذي دعاه فيه صديقه إلى الاستماع لفنانة صاعدة صوتها رائع يأخذ القلب في حديقة الأزبكية يوما ذهبيا للشاعر رامي.
كانت أم كلثوم حينها تغني وكان رامي عائدا لتوه من باريس حين اختطف الموت أحد أشقائه وعندها أراد أن يستأنس الى الصوت المجهول وصاحبته المجهولة عساه ينسى شجنه ذهب وكانه على موعد مع القدر سمع ام كلثوم الريفية ذات الجمال الفطري تغني قصيده الصب تفضحه عيونه كانت القصيدة قصيدته اعطاها للشيخ أبو العلا محمد وكان هذه القصيدة شهادة ميلاده كشاعر واذا بالأقدار تضعها على شفاه ام كلثوم ليصبح بعد ذلك رامي شاعر الحب الذي فتن بالصوت الذي يشدو بكلماته والروح التي يبثها فيه وتتجلى في الاحساس والأداء غادر مسرح حديقة الأزبكية قد ملئه الافتتان والاعجاب إلى درجة النشوة الغامرة.
ويرى الشاعر الكبير أحمد رامي من غير مواربة منذ عشرينيات القرن الماضي بانه يكفيه من شعره أن تتغنى به ام كلثوم هذا هو الثمن الذي يرضيه هذه هي المكافاة التي لا يقنع بغيرها اما المجد الشعري ذاته فلا يعنيه منه شيء الغريب ان رامي وقد جاء جاءه ان ام كلثوم لم تتغن بقصيدته الثانية كما فعلت بقصيدته الأولى و فهم الإشارة على أنها دعوة إلى الكتابة بالعامية وهي اللغة التي سيبدع بها معظم أغانيه لأم كلثوم.
وهكذا سيطر شيطان الشعر العامي على وجدان أحمد رامي فكتب لأم كلثوم على مدار رحلة حياته الفنية الطويلة والتي استغرقت أكثر من خمسين عاما 119 أغنية عامية ومونولوج.