مكتبة الإسكندرية تستضيف ندوة تعريفية بجائزة الكتاب العربي

استضافت مكتبة الإسكندرية ندوة تعريفية بجائزة الكتاب العربي، تحدثت بها الدكتورة حنان الفياض المستشار الإعلامي لجائزة الكتاب العربي، والدكتورة امتنان الصمادي المنسق الإعلامي للجائزة، وأدارها الدكتور مدحت عيسى مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وبحضور هبة الرافعي قائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام بمكتبة الإسكندرية.
ونقلت هبة الرافعي ترحيب الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية بالحضور، واستضافة الندوة بالتعاون مع جائزة الكتاب العربي بالدوحة، والتي تأتي دعما للحراك الثقافي العربي، مؤكدة أن المكتبة صرح كبير تسعى أن تكون منبرًا للعلم والثقافة، وتحرص على التعريف بالمبادرات الفكرية والمعرفية التي تساهم في الارتقاء بالوعي الثقافي، وتعزيز الإنتاج العلمي الجاد، وينبع ذلك ن من الإيمان العميق بأهمية دعم الفكر العربي المتميز.
وأشادت الدكتورة امتنان الصمادي، في بداية كلمتها، بالدور الذي لعبته مصر في إثراء الفكر العربي، قائلة: "مصر احتضنت علماءها الذي قدموا للأمة العربية الكثير، والذين تتلمذنا على أيديهم من خلال كتبهم".
وأشادت بمكتبة الإسكندرية، التي وصفتها بـ"الصرح العلمي العظيم"، حيث أصبحت مقصدا لكل طالب علم يسعى للحصول على كتبه الفريدة، وقد كانت من أوائل المكتبات التي أتاحت الكتب الرقمية لخدمة الحضارة العربية والإسلامية.
وقالت "إن الكتاب هو الناقل للفكر والحضارة الإنسانية وصورة لثقافة المجتمعات، وهو عملية معقدة يمر بعدة مراحل: الفكرة والكتابة والطباعة والنشر والتسويق والترجمة"، موضحة أن حجم النشر في العالم العربي لم يصل إلى ما ينشر عالميا، حيث كشفت إحصائية للمؤسسة العالمية للملكية الفكرية في عام 2023 عن إيرادات الكتب التي حققتها دور النشر العالمية، وجاءت كالتالي: في أمريكا 26 مليار دولار، وألمانيا 9 مليارات دولار، والهند 9 مليارات دولار، وبريطانيا 5 مليارات دولار، ولا توجد دولة عربية على القائمة.
ولفتت إلى أن معارض الكتب والجوائز هي ما تحفز عملية النشر وتشجع على التأليف، منوهة إلى أنه في السنوات الأخيرة أصبحت معارض الكتب العربية أكثر حراكًا، كما أصبح اهتمام الناشر بالمشاركة في المعارض ينبع من إحساسه بأن المعرض يحقق الترويج بعدما أصبح مهرجان ثقافي لالتقاء المثقفين وإقامة حفلات التوقيع أكثر من كونه سوق بيع.
وحول الجوائز، قالت الدكتورة امتنان الصمادي" إن المشهد العالمي يوجد به ما يقرب من 500 جائزة، أما عربيًا فيوجد جوائز كثيرة حيث أن كل دولة لديها مجموعة من الجوائز التقديرية والتشجيعية، بالإضافة إلى جوائز عابرة للدول على سبيل المثال جائزة البوكر العربية"، مؤكدة أن سبب استمرارية تلك الجوائز هو حضورها في كل الدول، ورسوخ معاييرها، بالإضافة إلى القيمة المالية لها.
ومن جهتها، قالت الدكتورة حنان الفياض "إن دولة قطر ترعى هذه الجائزة وما سبقها لتعزيز الروابط الإنسانية، وفي إطار اهتمامها بالدبلوماسية الثقافية"، مشيرة إلى أن جائزة الكِتاب العربي تأسست في عام 2023، وهي جائزة سنوية مقرها الدوحة.
وأوضحت أن الجائزة تهدف إلى تكريم الكُتاب والمؤلفين وأصحاب المشاريع البحثية الذين قدّمت أعمالهم إضافة معرفية إلى الثقافة الإنسانية والمكتبة العربية، وتقدير جهود الناشرين وتعزيز دورهم في صناعة الكتاب الجيد، ودعم الإنتاج المعرفي الأصيل الذي يشكل حلقة في سلسلة الإبداع الإنساني، كما تهدف إلى دفع الفائزين إلى المزيد من العطاء والتوسع في مجالاتهم العلمية ليسهموا في دفع عجلة الفكر وتنمية الوعي، وتعزيز قيمة الكتاب في المشهد الثقافي العربي، وتسليط الضوء على أهمية الجودة المعرفية.
كما أوضحت أن الجائزة تنقسم إلى فئتين، هما: فئة الكتاب المفردة وفئة الإنجاز، لافتة إلى أنه يمكن الترشح في أي من الفئتين على أن ينتمي العمل إلى أحد التخصصات العلمية التي تعلن عنها الجائزة، والتي تحددت هذا العام في مجالات: الدراسات اللغوية والأدبية، والدراسات الاجتماعية والفلسفية، والأبحاث التاريخية، والعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، وتحقيق النصوص والمعاجم والموسوعات، كما أن كل فئة لها مجال متخصص يتغير كل عام.
ونوهت إلى أن الدورة الأولى التأسيسية شهدت تكريم نخبة من المفكرين والمؤلفين في العالم العربي والإسلامي وفقًا لترشيحات إدارة الجائزة، وفي الدورة الثانية 1261 مشاركة من 35 دولة، كُرم فيها 16 باحثا وثلاث مؤسسات، مبينة أن قيمة الجائزة المادية تبلغ مليون دولار موزعة على المجالات الخمسة.
وبدوره، قال الدكتور مدحت عيسى "إن المكتبة لها تجربة رائعة في إقامة معرض دولي للكتاب، وعلى هامشه يقام ما يقارب 200 حدث ثقافي له تأثير أكثر من بيع واقتناء الكتب".