رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ماكرون يبدأ جولته في آسيا بزيارة فيتنام: الطاقة والنقل في صلب المحادثات

نشر
الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

يُتوقع أن يركّز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ملفات الطاقة والنقل والبنية التحتية خلال زيارته الرسمية إلى فيتنام، التي تُعد المحطة الأولى في جولته بجنوب شرق آسيا. وتأتي هذه الزيارة في إطار سعي باريس لتعزيز تحالفاتها في المنطقة، في وقتٍ يشهد العالم توترات في سلاسل التوريد والتجارة العالمية.

سيلتقي ماكرون يوم الإثنين بعدد من كبار القادة الفيتناميين في العاصمة هانوي، حيث يُنتظر أن يتم توقيع اتفاقية بين الوكالة الفرنسية للتنمية والشركة الوطنية الفيتنامية لنقل الطاقة "ناشيونال باور ترانسميشن" (National Power Transmission Corporation)، بشأن مشروع تطوير شبكة الكهرباء، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

جولة آسيوية متعددة المحطات

تستمر جولة الرئيس الفرنسي بعد فيتنام، حيث من المقرر أن يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع إندونيسيا، ثم يتوجه إلى سنغافورة لإلقاء كلمة خلال قمة "شانغريلا" الدفاعية السنوية يوم الجمعة المقبل. وأفاد مكتب الإليزيه في إحاطة إعلامية أن الدول الثلاث – فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة – تُجسد عمق العلاقات التي طوّرتها فرنسا في مجالات متعددة، أبرزها الطاقة والنقل والدفاع.

وتأتي جولة ماكرون هذه في أعقاب زيارات مماثلة قام بها قادة من الصين وإسبانيا واليابان ودول أخرى، في وقتٍ تحظى فيه منطقة جنوب شرق آسيا باهتمام متزايد من القوى الدولية، وسط الغموض الذي يكتنف سلاسل الإمداد والتجارة العالمية.

شراكة استراتيجية شاملة بين فرنسا وفيتنام

شهدت العلاقات بين باريس وهانوي تطوراً نوعياً في الأشهر الأخيرة، حيث تم رفع مستواها إلى "شراكة استراتيجية شاملة" خلال زيارة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام، إلى فرنسا في أكتوبر الماضي. وخلال تلك الزيارة، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون الأمني والدفاعي، إلى جانب مجالات أخرى مثل الفضاء والطيران، والبنية التحتية للنقل، والطاقة المتجددة.

تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الصين

بالتوازي مع جولته الآسيوية، يسعى ماكرون إلى ترسيخ العلاقة الاقتصادية مع الصين، القوة الإقليمية الكبرى، خاصة في ظل التوترات التجارية العالمية وغموض الموقف الأميركي من الرسوم الجمركية. وأكد ماكرون في منشور على منصة "إكس" أن "الاستثمار الصيني مرحّب به في فرنسا، لكن يجب أن تستفيد شركاتنا من منافسة عادلة في كلا البلدين"، وذلك في أعقاب اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس الماضي.

مطالبات بإثارة قضايا حقوق الإنسان

رغم الطابع الاقتصادي والسياسي الرسمي للجولة، طُلب من الرئيس الفرنسي أن يستغل زيارته لفيتنام في إثارة قضايا حقوق الإنسان. فقد دعت بينيديكت جانرو، مديرة مكتب منظمة "هيومن رايتس ووتش" في فرنسا، ماكرون إلى الضغط على السلطات الفيتنامية لإطلاق سراح العشرات من نشطاء المجتمع المدني.

وقالت جانرو: "إن الحملة الواسعة والمكثفة التي تشنها الحكومة الفيتنامية على حرية التعبير والتجمع تُناقض ما تعهدت به لفرنسا والاتحاد الأوروبي"، مؤكدة أن عدد السجناء من دعاة الديمقراطية والمعارضين آخذ في الازدياد، وسط مقاومة رسمية لإجراء إصلاحات سياسية.

خطاب ماكرون المرتقب في جامعة العلوم والتكنولوجيا

من المنتظر أن يختتم الرئيس الفرنسي زيارته لفيتنام يوم الثلاثاء بإلقاء كلمة في جامعة العلوم والتكنولوجيا في هانوي. ويتوقع أن يتناول في كلمته مستقبل العلاقات بين فرنسا وفيتنام، في ضوء الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.

عاجل