الإفتاء: توجيه المال لمساعدة الأسرة لا إثم فيه بدلًا من الأضحية

أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال امرأة أرملة تبلغ من العمر 58 عامًا، حيث أوضحت أنها تقوم بتشكيل جمعية من معاش زوجها المتوفى بغرض شراء أضحية، لكنها تواجه وضعًا ماليًا صعبًا مع ابنتها التي تمر بضائقة مالية. واستفسرت السيدة عما إذا كان عليها ذنب إذا قررت مساعدة ابنتها بالمال بدلاً من شراء الأضحية.
الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضًا
أكد الشيخ أحمد عبد العظيم، في تصريحات تليفزيونية اليوم السبت، أن توجيه المال لمساعدة الابنة بدلًا من شراء الأضحية لا يحمل أي إثم شرعي. وبيّن أن الأضحية في رأي جمهور الفقهاء تعتبر سنة مؤكدة، بحيث يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، بمعنى أن تركها لا يعد ذنبًا، ولا يُطلب من الحاج أو المسلم إتيانها كفرض.
أولوية مساعدة الابنة المحتاجة
وأضاف الشيخ أن مساعدة الابنة التي تمر بضائقة مالية تُعد أولى من أداء سنة الأضحية، مشيرًا إلى أن ذلك يُرجى له الأجر والثواب عند الله تعالى. وأورد حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"، دلالة على فضل التخفيف عن المحتاجين والمساكين.
أهمية ترتيب الأولويات الشرعية
شدد أمين الفتوى على ضرورة ترتيب الأولويات الشرعية في حياة المسلم، موضحًا أن رفع المعاناة عن المحتاج، وخاصة إن كان من الأسرة، يأتي في مقدمة الأمور التي يُقدم عليها الإنسان على حساب شعائر ليست واجبة، مثل الأضحية التي تُثاب عليها ولا يُؤثم تاركها.
الإسلام دين رحمة وتراحم
وأكد الشيخ أن الإسلام دين رحمة وتوازن، يأخذ في الاعتبار ظروف الإنسان واحتياجات أسرته، ويحث على التراحم والتكافل، خصوصًا في الأوقات العصيبة والظروف المالية الصعبة. وأشار إلى أن العطاء والتكافل الأسري والاجتماعي يمثلان من القيم الإسلامية الأساسية التي يجب أن تحظى بالاهتمام والتقدير.