«دم أبنائنا مش للبيع».. أهالي ضحايا حادث طريق الواحات يرفضون التصالح

أعرب عدد من أهالي ضحايا حادث انفجار خط الغاز بطريق الواحات عن رفضهم القاطع لفكرة التصالح مع المتهمين في القضية، مؤكدين تمسكهم بحق أبنائهم الذين فقدوا أرواحهم نتيجة ما وصفوه بـ"الإهمال الجسيم" من قبل القائمين على المشروع.
وقال والد الشاب محمد عصام، أحد الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الحادث، إن فكرة التصالح "غير مقبولة تمامًا"، وأضاف "مشكلة ابني الوحيدة إنه كان على الطريق وقت الانفجار.. ولسنا مستعدين للتنازل عن حقه أو دموعنا".
وكان طريق الواحات قد شهد صباح يوم 30 أبريل الماضي انفجارًا مروعًا في أحد خطوط الغاز، ما أدى إلى مصرع 8 مواطنين بينهم أطفال وسيدات وطلاب جامعيون، إلى إصابة 16 آخرين، واحتراق 11 مركبة بشكل كامل، مما خلف مشهدًا مأساويًا هزّ الرأي العام.
باشرت النيابة العامة التحقيق فور وقوع الحادث، حيث انتقل فريق من المحققين إلى موقع الانفجار لإجراء المعاينات الميدانية، والاستماع إلى أقوال المصابين في عدة مستشفيات.
وكشفت التحقيقات عن إهمال جسيم من جانب المقاول والاستشاري المسؤولين عن تنفيذ المشروع، حيث تبين شروعهم في أعمال حفر دون الحصول على التصاريح الفنية من شركة الغاز، ودون اتباع إجراءات السلامة المهنية، فضلاً عن استخدام معدات ثقيلة بشكل مخالف للأصول الفنية، وهو ما أدى إلى كسر ماسورة الغاز واشتعالها في الحال.
ووفقًا للتقارير الفنية التي تسلمتها النيابة، لم يكن هناك تسريب سابق في خط الغاز، بل أكدت النتائج أن الحادث وقع نتيجة خطأ مباشر في التنفيذ، دون تنسيق مسبق بين الجهات المنفذة وشركة الغاز، ما شكل تهديدًا مباشرًا لأرواح المدنيين.
وأكدت النيابة العامة أنها مستمرة في التحقيق لكشف جميع المتورطين، وشددت على أنها لن تتهاون مع أي مسؤول يثبت تورطه في إهمال أو تقصير يعرض حياة المواطنين للخطر، مشيرة إلى أن ما حدث يسلط الضوء على خطورة إغفال معايير السلامة المهنية في مشاريع البنية التحتية.