عائلات آسيا الثرية تُخفض استثماراتها في الأصول الأمريكية بسبب سياسات ترامب

اتجهت بعض من أغنى العائلات في قارة آسيا إلى تقليص استثماراتها في الأصول الأمريكية، في ظل السياسات الاقتصادية المتقلبة التي تنتهجها الولايات المتحدة مؤخرًا. ويرى هؤلاء المستثمرون أن فرض الرسوم الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسهم في جعل الاقتصاد الأمريكي أقل قابلية للتنبؤ، ما أضعف جاذبية السوق الأمريكية.

بلومبرج: مستشارو الثروات يرصدون انخفاضًا في الاستثمارات

كشفت شبكة "بلومبرج" الإخبارية، نقلًا عن نحو عشرة مكاتب لإدارة الثروات ومستشارين ماليين يشرفون على مليارات الدولارات، أن العديد من الأثرياء بدأوا بتقليص أو تجميد استثماراتهم، لا سيما في الأسهم وسندات الخزانة الأمريكية. ويعود ذلك إلى التقلبات السريعة في السياسات، والضبابية الاقتصادية، والمخاوف المتزايدة من حدوث ركود اقتصادي.

من الحماسة إلى الحذر: تغيّر في الموقف من ترامب

التحول في توجهات المستثمرين الأثرياء يأتي بعد أشهر قليلة فقط من شعور عام بالحماسة عقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية السابقة، حيث قفزت حينها أسهم البنوك وشركات التكنولوجيا العملاقة إلى مستويات تاريخية. إلا أن هذا الزخم انحسر تدريجيًا مع تصاعد التوترات التجارية، وتحول السياسات الاقتصادية، ما دفع العديد من المستثمرين إلى إعادة تقييم مخاطر السوق الأمريكية.

هونج كونج وأوروبا تستفيدان من الانسحاب

في المقابل، كانت هناك مكاسب ملحوظة للأسواق البديلة، خصوصًا في هونج كونج والبر الرئيسي في الصين، إلى جانب أوروبا. فقد حقق مؤشر هونج كونج الرئيسي، الذي يضم كبرى الشركات الصينية، مكاسب تفوق 13% منذ بداية العام، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأمريكي بنسبة 4%. هذه التغيرات تعكس تحولًا أوسع في الاستراتيجيات الاستثمارية بعيدًا عن السوق الأمريكية، لصالح الأسواق الأوروبية والآسيوية.

استثمارات ضخمة لا تزال قائمة رغم التراجع

ورغم هذا التراجع، فإن الأصول الأمريكية لا تزال تشكل جزءًا كبيرًا من محافظ الأثرياء حول العالم. وتبقى الولايات المتحدة، تاريخيًا، الوجهة الأولى للاستثمار نظرًا لضخامة سوق الأسهم فيها وحيويتها، فضلاً عن أنها تستقطب شركات من كافة أنحاء العالم، بما فيها الصين وهونج كونج. كما تُعد كل من اليابان والصين من أكبر مالكي سندات الخزانة الأمريكية، مما يبرهن على استمرار أهمية السوق الأمريكي رغم التحولات الحالية.

آمال معلّقة على محادثات التجارة الأمريكية الصينية

في سياق متصل، تتجه الأنظار نحو جنيف اليوم حيث تنطلق محادثات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، وسط آمال متزايدة بإمكانية تقليل التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. وتفيد بعض التقارير أن إدارة ترامب تدرس حاليًا خيار تخفيض كبير في الرسوم الجمركية، بهدف تهدئة الأجواء وتخفيف الأعباء الاقتصادية التي بدأت تؤثر على كلا الجانبين.