الهند تعلن عن حظر شامل على السلع القادمة من باكستان بعد هجوم كشمير الدامي

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت الهند فرض حظر شامل على استيراد جميع السلع القادمة من باكستان أو المارة عبر أراضيها. يأتي هذا القرار في ظل التوترات المتصاعدة بين البلدين النوويين بعد الهجوم الإرهابي الدموي الذي وقع الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير. وفي بيان صادر عن المديرية العامة للتجارة الخارجية في الهند، تم تأكيد أن قرار الحظر سيدخل حيز التنفيذ فورًا، بناءً على إشعار أصدرته المديرية يوم الجمعة الماضية.
تفاصيل قرار الحظر
أوضحت المديرية العامة للتجارة الخارجية في الهند أن فرض هذا الحظر جاء لحماية الأمن القومي والسياسة العامة في البلاد. كما أكدت أن أي استثناء من هذا القرار لن يتم إلا بموافقة مسبقة من الحكومة الهندية، وهو ما يسلط الضوء على جدية الإجراءات المتخذة. هذا الحظر يشمل جميع السلع القادمة من باكستان، وكذلك السلع التي تمر عبر أراضيها إلى الهند، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
هجوم كشمير يشعل الأزمة بين الهند وباكستان
في 22 أبريل 2025، وقع هجوم دموي في الجزء الهندي من كشمير أسفر عن مقتل أكثر من 24 شخصًا، معظمهم من السياح. هذا الهجوم أدى إلى تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، حيث اتهمت الحكومة الهندية باكستان بالتورط في الهجوم، متعهدة بمحاسبة المسؤولين عنه. من جانبها، نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، وهددت باتخاذ رد صارم في حال تزايد التصعيد العسكري من جانب الهند.
إجراءات الهند في أعقاب الهجوم
بعد الهجوم، اتخذت الحكومة الهندية سلسلة من الإجراءات العقابية ضد باكستان. شملت هذه الإجراءات تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند التي تم توقيعها عام 1960، فضلاً عن إلغاء تأشيرات الباكستانيين المقيمين في الهند. كما تم إجبار الدبلوماسيين الباكستانيين على مغادرة الهند، بالإضافة إلى فرض قيود على المجال الجوي الهندي. هذه الإجراءات تهدف إلى تقليص العلاقات بين البلدين بشكل كبير.
ردود فعل باكستان على الإجراءات الهندية
في أعقاب الإجراءات الهندية، أعلنت باكستان عن اتخاذ خطوات انتقامية، شملت وقف جميع أشكال التبادل التجاري مع الهند وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الهندية. كما طردت باكستان الدبلوماسيين الهنود، وأعربت عن استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا تم المساس بتدفق المياه وفقًا للاتفاقية الموقعة بين البلدين بشأن مياه نهر السند، مؤكدة أن أي مساس بهذه المياه سيُعتبر عملاً حربيًا.
تراجع التجارة بين الهند وباكستان
تجدر الإشارة إلى أن التجارة بين الهند وباكستان شهدت تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الهندية، فقد انخفضت واردات الهند من باكستان بشكل حاد، حيث بلغت نحو 420 ألف دولار فقط خلال الفترة من أبريل 2024 إلى يناير 2025، مقارنة بـ 2.86 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. كما تراجعت صادرات الهند إلى باكستان إلى 447.7 مليون دولار، بعد أن كانت قد سجلت 1.1 مليار دولار في العام السابق.
دعوات أمريكية للتهدئة
في الوقت الذي تزايدت فيه حدة التوترات بين الهند وباكستان، حث مسؤولون أميركيون، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، على ضرورة التهدئة لتفادي التصعيد الإقليمي. في المقابل، أكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار هذا الأسبوع أن "منفذي الهجوم وداعميه ومخططيه يجب أن يُقدموا إلى العدالة"، مما يوضح تصميم الهند على متابعة القضايا الأمنية بشكل حازم.