رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الإفتاء تحذر من فتاوى غير المتخصصين: الشريعة علم لا يُتّقنه إلا أهله

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة ليس أمرًا متاحًا لكل من يقرأ النصوص، بل هو علم دقيق لا يُتقنه إلا أهل الاختصاص من العلماء الراسخين. وأوضح أن إصدار الفتاوى يتطلب دراية واسعة ومعرفة بأدوات الاجتهاد ومقاصد الشريعة، محذرًا من خطورة الفتاوى العشوائية التي تصدر من غير المتأهلين علميًا.

قراءة الكتب لا تُخرّج فقيهًا.. كما لا تصنع طبيبًا أو مهندسًا

وخلال حوار له مع الإعلامية زينب سعد الدين، في حلقة من برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، شدد الشيخ محمد كمال على أن الفتوى ليست شأنًا متروكًا للعامة، قائلاً: «لا يجوز لأي شخص، مهما بلغت قراءاته، أن يستنبط الأحكام الشرعية من تلقاء نفسه. فكما أن قراءة كتب الطب لا تجعل من القارئ طبيبًا، ولا تصنع كتب الهندسة مهندسًا، فكذلك الحال مع علوم الشريعة التي تحتاج إلى دراسة منهجية وتأهيل علمي.»

أمر قرآني صريح: فاسألوا أهل الذكر

استشهد أمين الفتوى بقول الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، مؤكداً أن هذه الآية تُعد دليلاً واضحًا على أن من لا يعلم عليه الرجوع إلى المتخصصين في العلم الشرعي، لا أن يجتهد من تلقاء نفسه، لأن الاجتهاد بغير علم قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

توجيه نبوي ضد الاجتهاد الخاطئ

وضرب الشيخ محمد كمال مثالًا بحديث صحيح عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، جاء فيه أن أحد الصحابة أصيب في رأسه أثناء سفر، فلما أصابته جنابة، سأل من معه إن كان يجوز له التيمم بدلًا من الغُسل، فقالوا له: لا نجد لك رخصة. فاغتسل، فمات. فلما بلغ الأمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
«قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم يعلموا؟ إنما شفاء العِيّ السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم.»

وأشار أمين الفتوى إلى أن هذا الحديث النبوي يُعد توجيهًا صريحًا بعدم الاجتهاد في غير موضع العلم، حتى لو كان ذلك من الصحابة، فما بالنا بغير المتخصصين في وقتنا هذا.

احذر من فتاوى غير المؤهلين

اختتم الشيخ محمد كمال حديثه بتوجيه نصيحة للمسلمين بعدم أخذ الفتوى إلا من أهلها الموثوقين، قائلاً: «السؤال لأهل العلم هو الحماية من الوقوع في الخطأ، وهو ما يضبط أمور الدين والدنيا. فالعلم الشرعي له أدوات وضوابط، ومن تصدر للفتوى دون علم أفسد أكثر مما أصلح. فاحرص على أن تأخذ دينك من العلماء الموثوقين، الذين يملكون التأهيل والمعرفة، لا ممن يتصدرون المشهد بغير علم». 

عاجل