«مسام» يفكك قنابل اليمن المؤجلة: أكثر من 4 آلاف ذخيرة مدمّرة في أبين

في بلد ما زال يعاني من آثار حرب مزمنة، تتجدد فيها المخاطر يوميًا تحت أقدام المدنيين، يبرز مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن كركيزة حيوية لحماية الأرواح وإعادة الأمل للمناطق المنكوبة.
وفي أحدث عملياته الميدانية، أعلن المشروع عن تفكيك وإتلاف 4146 قطعة من مخلفات الحرب في وادي دوفس بمديرية زنجبار في محافظة أبين، في عملية نوعية نفذها فريق المهمات الخاصة الأول ضمن خطة عمله المستمرة.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن المشروع، شملت المواد المتلفة ذخائر متعددة الأحجام والأنواع، من بينها 21 قذيفة عيار 152 ملم، و35 قذيفة عيار 85 ملم، و33 قذيفة هاون، إلى جانب آلاف الطلقات من مختلف الأعيرة، و31 قنبلة يدوية، و10 ألغام مضادة للدبابات، و9 ألغام مضادة للأفراد، وتم تنفيذ العملية في موقع آمن، بعيدًا عن المناطق السكنية والزراعية، وبما يتماشى مع المعايير الدولية لنزع الألغام.
وأكد المهندس منذر قاسم، قائد الفريق، في تصريحات خاصة، أن العملية تمت رغم التحديات المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن "عمل فرق المهمات الخاصة لا يتوقف على مدار العام، لأن مهمتنا تمس حياة المدنيين بشكل مباشر، وتأخيرها يعني تعريض الأبرياء للخطر".
وأضاف قاسم أن استهداف مناطق مثل وادي دوفس يحمل بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الجانب الأمني، إذ تمثل هذه المناطق شريانًا اقتصاديًا لآلاف العائلات اليمنية التي تعتمد على الزراعة، ما يجعل تأمينها ضرورة إنسانية وتنموية في آنٍ معًا.

ويأتي هذا الإنجاز في وقت تواجه فيه اليمن تراجعًا كبيرًا في حجم الاستجابات الإنسانية الدولية، ما يضع أعباءً إضافية على المبادرات الميدانية مثل مشروع "مسام"، الذي بات يمثل نموذجًا فعّالًا للتدخل المباشر في واحدة من أكثر البيئات تعقيدًا وخطورة في العالم.
وفي بلد لا تزال أراضيه ملغمة بالموت المؤجل، تتحول كل عملية تفكيك إلى إنقاذ محتمل، وكل عبوة متفجرة تُزال إلى خطوة أقرب نحو استعادة الأمان، وبينما تُرفع آلاف الألغام والقنابل من تحت التراب، تُفتح نوافذ جديدة للأمل، وتُمهَّد الأرض لعودة الحياة، حيث لا يمكن البناء أو الزراعة أو الحلم إلا على أرض خالية من الخوف.