رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مهرجان الشارقة القرائي يناقش دور التكنولوجيا في حياة الأطفال

نشر
مستقبل وطن نيوز

شهد مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، نقاشًا غنيًا حول دور التكنولوجيا في حياة الأطفال، حيث أجمعت المشارِكات في جلسة حوارية حملت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي كقوّة إبداعية خارقة" على ضرورة استخدام وسائل التواصل بشكل مسؤول وتحويلها من منصات استهلاكية إلى أدوات تعليمية تعزز القيم وتنمّي الخيال، مؤكدات على أهمية الحفاظ على الكتاب الورقي كمصدر أساسي موثوق للمعرفة في ظل التوسع الرقمي.

شارك في الجلسة كل من الكاتبة الهندية أمريتا غاندي والكاتبة والصحفية السودانية مناجاة الطيب والكاتبة العراقية سارة السهيل، وأدارها الإعلامي عبد الكريم حنيف.

من جانبها، قالت أمريتا غاندي "إن الطفل هو المبدع الأول" مشيرة إلى أن الإبداع الذي يقدّمه الكبار ما هو إلا امتداد للخيال الفطري لدى الطفل، وتحدثت عن تجربتها الشخصية كأم في التعامل مع المنصات الرقمية، مشددة على أهمية أن يكون استخدام هذه الأدوات مبنيًا على غايات واضحة، لا على الاستهلاك العشوائي، مؤكدة أن التربية لا تكمن في المنع، بل في التوجيه الواعي وتعليم الأطفال فهم المخاطر والتعامل معها.

من ناحيتها، عبّرت مناجاة الطيب، عن قلقها من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال وارتباطهم بالقيم الثقافية، مشيرة إلى أن هذه المنصات تستنزف وقتهم وتؤثر على علاقتهم بالكتاب، داعية إلى إعادة الاعتبار للكتاب الورقي، مؤكدة أنه يظل المصدر الأهم للمعرفة، نظرًا لما يخضع له من مراجعة وتحرير ومساءلة، خلافًا للمحتوى الرقمي الذي يفتقر إلى الرقابة والجودة أحيانًا.

أما الكاتبة سارة السهيل، فرأت أن الذكاء الاصطناعي سبق خيال الطفل، ما يتطلب من صنّاع المحتوى التربوي تطوير أدواتهم وتقديم محتوى قصصي تفاعلي يلامس اهتمامات الطفل وبيئته المعاصرة. ودعت إلى دمج القصص في المناهج الدراسية من خلال تقنيات حديثة، مؤكدة أن التكنولوجيا يمكن أن تكون جسرًا لنقل الأفكار النبيلة إذا ما اقترنت برؤية تربوية وإنسانية واعية.

من جهة أخرى، ووسط تفاعل لافت من طلاب المدارس، استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، اليوتيوبر وصانع المحتوى الهندي الشهير "فارون دوجيرالا" الذي قدّم جلسة تفاعلية حول الذكاء العاطفي وإدارة الغضب عند الأطفال، في إطار المزج بين التعليم الترفيهي، والسرد القصصي، والوسائط الرقمية التفاعلية.

وعبّر فارون عن سعادته بمشاركته الأولى في المهرجان، مشيراً إلى أن أكثر ما أدهشه هو حماسة الأطفال ورغبتهم الصادقة في تعلّم أدوات جديدة لفهم أنفسهم ومشاعرهم، وقال:"لطالما رغبت في المشاركة بهذا المهرجان المدهش، والأجمل من كل شيء هو رؤية وجوه الأطفال وهم يشاركون بكل حماسة لتعلّم شيء جديد يساعدهم على فهم أنفسهم."

وخلال الجلسة، شدد دوغيرالا على أهمية إتاحة الفرصة للأطفال لفهم مشاعرهم والتعامل معها، موضحاً أن الذكاء العاطفي من أهم المهارات الحياتية التي لا تُدرّس غالباً في المدارس، رغم كونها أساسية في بناء شخصية متوازنة.

عاجل