رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد مشادة زيلينسكي وترامب.. قادة أوروبا يجتمعون لتشكيل تحالف دفاعي جديد

نشر
مستقبل وطن نيوز

عقد قادة الدول الأوروبية اجتماعًا حاسمًا في لندن، اليوم الأحد، بهدف تنسيق الجهود الدفاعية وتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، وسط تصاعد التوترات مع روسيا واشتداد الخلاف بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وخلال القمة، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الزعماء الأوروبيين إلى تكثيف جهودهم الدفاعية، مؤكدًا أن أمن أوكرانيا هو جزء لا يتجزأ من أمن القارة بأكملها. وأوضح ستارمر، في حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزيلينسكي، أن أوروبا تواجه تحديًا تاريخيًا يتطلب استجابة جماعية وقوية لضمان السلام والاستقرار.

وقال ستارمر: "التوصل إلى نتيجة جيدة لأوكرانيا ليس مجرد قضية أخلاقية، بل هو أمر حيوي لأمن كل دولة أوروبية". وأضاف أن الاجتماع يهدف لتوحيد الصفوف ومناقشة كيفية تحقيق سلام عادل ودائم، مع ضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات مستقبلية.

تحالف أوروبي جديد وخطة سلام مقترحة

في محاولة لإعادة إحياء آمال السلام، كشف ستارمر عن إجراء مكالمات مع ترامب وزيلينسكي وماكرون في مطلع الأسبوع، مؤكدًا أن بريطانيا وفرنسا تقودان جهود صياغة خطة سلام سيتم مناقشتها لاحقًا مع الولايات المتحدة. وأوضح أن التحالف الأوروبي الجديد يسعى للتحرك السريع وتقديم رؤية موحدة للسلام، رغم تراجع الدعم الأميركي في ظل إدارة ترامب.

مشادة ترامب وزيلينسكي وتصاعد الخلافات

أثارت مشادة كلامية بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض قلق القادة الأوروبيين، حيث بدا واضحًا أن الموقف الأميركي تجاه الحرب قد تغير بعد عودة ترامب إلى السلطة. ووصف ستارمر المشادة بأنها "غير مريحة"، لكنه شدد على ضرورة دفع المحادثات للأمام وعرض نفسه كوسيط بين أوروبا والولايات المتحدة لتجنب انهيار الدعم الغربي لأوكرانيا.

في المقابل، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموقف ترامب، واصفًا إياه بـ"الحكيم"، واتهم الدول الأوروبية بمحاولة إطالة أمد الحرب عبر تقديم دعم عسكري مستمر لكييف.

تعزيز القدرات العسكرية وزيادة الإنفاق الدفاعي

استجابة للوضع المتأزم، طالب ستارمر القادة الأوروبيين بتقديم المزيد من الدعم العسكري والتدريب للقوات الأوكرانية. كما أعلن عن زيادة ميزانية الدفاع البريطانية، مشددًا على ضرورة الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا.

من جانبه، أكد الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أن بعض الدول الأوروبية وضعت خططًا جديدة للإنفاق الدفاعي خلال الاجتماع، لكنها لم تكشف عن تفاصيلها بعد.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس، فقد أشار إلى أن حلفاء أوكرانيا يركزون على بناء جيش قوي قادر على الدفاع عن البلاد في المستقبل، مؤكدًا أن "أساس كل شيء هو جيش قوي".

أوروبا تعيد تسليح نفسها لمواجهة التهديدات

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن أوروبا بحاجة ماسة إلى إعادة تسليح نفسها، مشيرة إلى أهمية تكثيف الاستثمار الدفاعي لفترة طويلة من الزمن. وأضافت أن القارة يجب أن تثبت للولايات المتحدة أنها مستعدة للدفاع عن الديمقراطية مهما كلف الأمر.

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بلاده مستعدة لزيادة الإنفاق الدفاعي، مؤكدًا أن جميع الزعماء في القمة يسعون للحفاظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة، رغم الخلافات الأخيرة.

أوروبا تتحد لحماية أوكرانيا

اختتمت القمة برسالة واضحة مفادها أن أوروبا لن تتخلى عن أوكرانيا، وستواصل تعزيز جهودها الدفاعية بغض النظر عن التحديات السياسية. وبينما تسعى الدول الأوروبية لإيجاد صيغة سلام مقبولة، يبقى الدعم العسكري والاقتصادي لكييف في صدارة الأولويات، في محاولة لاحتواء الأزمة وضمان استقرار القارة على المدى الطويل.