رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ندوة «الإنسانيات الرقمية» تناقش تأثير الرقمنة على المجتمع واللغة في معرض الكتاب

نشر
مستقبل وطن نيوز

في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، استضاف الصالون الثقافي ندوة بعنوان "الإنسانيات الرقمية"، ضمن محور المجتمع الرقمي، حيث شارك في الندوة كل من الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، والدكتور وليد رشاد زكي من المركز القومي للبحوث الاجتماعية، والدكتور محمد سليم حفني. وأدارت الندوة الإعلامية هبة حمزة.

التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من حياتنا

في بداية الندوة، رحبت الإعلامية هبة حمزة بالمشاركين، وأكدت أن موضوع الرقمنة أصبح من الموضوعات الحيوية في ظل التقدم السريع في العالم الرقمي. وأوضحت أن التكنولوجيا قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بينما طرحت الرقمنة مسائل جديدة تتعلق بالهوية والخصوصية.

ومن جانبه، تحدث الدكتور وليد رشاد زكي عن العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من أسلوب حياة الإنسان المعاصر. وأوضح أن الرقمنة قد أتاح للإنسان فرصًا كبيرة، غير أن هذه التكنولوجيا ليست محايدة، بل غالبًا ما تكون متحيزة في طريقة إدخال البيانات وفي فئات وجنسيات معينة.

تأثير الرقمنة على الأسرة والمجتمع

أشار الدكتور رشاد إلى أن الرقمنة قد خلقت مشاكل عديدة في بنية الأسرة، حيث أصبحت الأسرة تعاني من تحديات اجتماعية بسبب الانفصال العاطفي بين الزوجين، كما أسهمت الرقمنة في تغيير موازين القوى داخل الأسرة، حيث أصبح الأبناء أكثر دراية بالتكنولوجيا من الآباء، مما أضر بالسلطة الوالدية. كما أضاف أن الرقمنة فتحت المجال للخيانة الزوجية من خلال تعارفات غير أخلاقية على الإنترنت.

وفي حديثه عن تأثير الرقمنة على اللغة، قال الدكتور محمد سليم شوشة إن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولًا كبيرًا في فهم ومعالجة اللغة والثقافة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يحاكي عمليات الدماغ البشري من خلال الشبكات العصبية الإلكترونية، حيث سيتم استبدال الكمبيوتر التقليدي بتكنولوجيا عقل الآلة القادرة على فهم وتفسير اللغة مثل الإنسان تمامًا.

تحديات الذكاء الاصطناعي في تفسير النصوص

وأضاف شوشة أن على علماء الإنسانيات أن يركزوا على كيفية محاكاة عقل الآلة للدماغ البشري في معالجة اللغة، مشيرًا إلى تحديات قد يواجهها الذكاء الاصطناعي في تفسير النصوص الدينية والتاريخية. وحذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في التلاعب بالثقافات والمجموعات البشرية بعد أن كان يتلاعب بالفرد.

ومن جهته، أكد الدكتور محمد سليم حفني أن الذكاء الاصطناعي يعد جزءًا من الثورة التكنولوجية التي تؤثر بشكل كبير على العلوم الإنسانية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح أسلوب حياة في العديد من المجالات، ولكن له العديد من المخاطر التي تتطلب رقابة أبوية وتوجيه أخلاقي، خصوصًا في التفاعل مع الأبناء.

الذكاء الاصطناعي: بين البحث العلمي والانتهاكات الخصوصية

وأشار حفني إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل كبير في تسهيل البحث العلمي، مثل استخدام أدوات مثل "شات جي بي تي". ومع ذلك، أكد على ضرورة أخذ الحذر من المخاطر التي تتضمن انتهاك الخصوصية، والمراقبة، والتحيز في التكنولوجيا، كما أضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في اغتراب العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع.

واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على ضرورة فهم تأثيرات الرقمنة على حياتنا الاجتماعية والثقافية. وأشاروا إلى أهمية استغلال الذكاء الاصطناعي بما يعود بالفائدة على المجتمع، مع ضرورة وضع آليات رقابية تضمن الحفاظ على الخصوصية والأخلاقيات في ظل التطور السريع للتكنولوجيا.

عاجل